محتجون يطالبون بإسقاط الحكومة.. السودان إلى أين ؟

وسط أزمة سياسية تبدو كبيرة، تظاهر آلاف المحتجين من جناح الإصلاح في الحرية والتغيير (المنشق عن الحرية والتغيير الذي يضم عددا من الحركات المسلحة، والممثلة عبر وزراء في الحكومة) أمام القصر الرئاسي في الخرطوم اليوم (السبت). وهتف المحتجون، الذين يدعمون القوات الأمنية، «تسقط.. تسقط حكومة الجوع»!

وكان والي الخرطوم أيمن خالد أعلن أن مسلحين منعوا قوى أمنية من تأمين بعض المنشآت الحيوية في العاصمة. وقال في بيان إن لجنة شؤون أمن ولاية العاصمة أغلقت بعض الطرق المؤدية إلى المواقع السيادية في وسط الخرطوم، من أجل الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.

وأضاف أن عناصر من قوات الشرطة والاستخبارات تفاجأوا بمجموعة تدعي الانتماء للحركات المسلحة قامت بإعاقتهم ومنعهم من مواصلة عملهم.

ودعت قوى الحرية والتغيير «جناح الإصلاح» في بيان ليل الجمعة إلى تسيير مواكب باسم استرداد الثورة، على أن تتجه نحو مجلس الوزراء من أجل الاعتصام، حيث سيتم توقيع ميثاق التوافق الوطني، الذي تلته القوى المنشقة عن الحرية والتغيير الأسبوع الماضي.

وتشهد الساحة السياسية في السودان انقساماً بين مكونات الحكم الانتقالي عقب إحباط محاولة انقلابية في سبتمبر، تصاعد بسببها التراشق الإعلامي بين المكونين المدني والعسكري. وأعلنت قوى سياسية منضوية تحت لواء قوى الحرية والتغيير طرح ميثاق جديد، يضمن مشاركة كل قوى الثورة، ويوسع قاعدة المشاركة دون إقصاء كل المكونات الأخرى.

وكان رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك أعلن في خطاب موجه للشعب السوداني مساء أمس وضع خارطة طريق لإنهاء الأزمة، مشدداً على ضرورة إنهاء الشقاق بين مكونات الثورة، وتوسيع قاعدة الانتقال لاستيعاب كل مكونات قوى الحرية والتغيير. وحذر من أن الأزمة التي يمر بها السودان وحالة الاستقطاب الحاد بين مكونات الفترة الانتقالية وخلافات الحاضنة السياسية خطيرة جدا.

واعتبر أن الصراع الدائر في البلاد هو صراع بين معسكري الانتقال الديموقراطي والانقلاب على الثورة، مؤكداً أنه لا يقف وسيطا في الأزمة، وإنما يقف منحازاً لدعاة الانتقال المدني الديموقراطي.