12:18 ص
الإثنين 13 ديسمبر 2021
وارسو – (د ب أ)
خلال أول زيارة له إلى بولندا الأحد، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس مجددا رغبة ألمانيا في إقامة شراكة مع بولندا رغم العديد الكبير من القضايا التي تختلف الدولتان بشأنها.
ومع أخذ هذا في الاعتبار، قال شولتس خلال اجتماع مع رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي إن الحكومة الألمانية تأمل في تحقيق تقدم في النزاع بين الاتحاد الأوروبي وبولندا بشأن احترام سيادة القانون.
وقال شولتس “أوروبا مجتمع قيم وقانون. نحن متحدون بفكرة سيادة القانون والديمقراطية”، مضيفا أنه سيكون أمرا مفيدا “إذا قادت المناقشات والمحادثات بين الاتحاد الأوروبي والموضية وبولندا قريبا إلى حل عملي جيد للغاية”.
يذكر أن حكومة حزب ” القانون والعدالة” القومي المحافظ في وارسو تقوم منذ سنوات بتعديل نظامها القضائي وهو ما أوقعها في خلاف مع المفوضية الأوروبية حيث يوجه منتقدون اتهامات إلى وارسو بوضع القضاة تحت ضغوط.
وفتحت المفوضية العديد من الإجراءات ضد بولندا بدعوى انتهاك معاهدة الاتحاد الأوروبي وقدمت شكاوى ضدها أمام المحكمة الأوروبية.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين أعلنت الشهر الماضي عن قلقها إزاء حكم أصدرته المحكمة الدستورية البولندية بشأن استقلال القضاء.
كما جدد رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي معارضته لخط أنابيب الغاز المثير للجدل نورد ستريم2 خلال أول زيارة لمستشار ألمانيا أولاف شولتس إلى وارسو.
وحذر مورافيتسكي من أن المشروع، الذي سينقل الغاز الطبيعي من روسيا مباشرة إلى ألمانيا دون المرورة بأوكرانيا أو بولندا أو دول البلطيق، سيزيد فقط من قوة الكرملين لممارسة مزيد من الضغط على الاتحاد الأوروبي، وقال إن “أفضل حل هو منع نورد ستريم2 من تدفق الغاز به”.
ولم يقدم شولتس ردا مباشرا على تصريحات مورافيتسكي، لكنه أكد مجددا دعم ألمانيا لعبور الغاز عبر أوكرانيا، قائلا أيضا إن ألمانيا ستدعم أوكرانيا في توسعها في استخدام الطاقات المتجددة.
وتعارض الحكومة البولندية خط أنابيب الغاز، خشية تسببه في زيادة اعتماد أوروبا على إمدادات الغاز الروسي مما يتسبب في تأثير سلبي على الدول، ومن بينها بولندا، التي تكسب المال حاليا من رسوم عبور الغاز.
إلا أن الزعيمين اتفقا على قضية الهجرة، حيث طمأن أولاف شولتس الحكومة البولندية على الدعم الألماني في النزاع بشأن اللاجئين المستمر على الحدود البولندية البيلاروسية منذ الصيف.
وقال شولتس إن أفعال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو “غير إنسانية ولدينا مهمة مشتركة لإدانة مثل هذه الأفعال”، وطمأنه بأن ألمانيا ستقف بتضامن مع بولندا ضد ما ما اسمأه “الحرب الهجينة” من لوكاشينكو.
ويتهم الغرب لوكاشينكو بتعمد نقل اللاجئين من دول مثل العراق وسورية إلى الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، حيث حاول العديد منهم دخول الاتحاد بشكل غير قانوني.
من جانبه، قال مورافيتسكي في مؤتمر صحفي مع شولتس “لقد وصفت للمستشار الأساليب المتغيرة التي يستخدمها نظام لوكاشينكو الآن في أزمة الهجرة المفتعلة، استخدام الناس كدروع حية وكأسلحة”.