ألقت الحرب الروسية الأوكرانية بظلالها على مصير محادثات النووي الإيراني في فينيا، وأفاد رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية الدكتور محمد محسن أبو النور بأن المفاوضات لا تزال تراوح مكانها وساهمت الحرب الراهنة في ذلك نتيجة انصراف أنظار العالم عنها، لافتا إلى دعوات غربية لطهران بسرعة التجاوب وعدم إهدار الفرصة والتعاطي بإيجابية مع المفاوضات، فالبعض يرى أن هناك تقدما في المفاوضات خلال الأسابيع الأخيرة لكن لا يكفي لإجراء مفاوضات مفتوحة، في الوقت الذي أبدت فيه إسرائيل غضبها من مجريات المفاوضات ما دعا رئيس وزرائها نفتالي بينيت إلى الإعلان بأن بلاده غير ملزمة بأي اتفاق مع إيران.
واعتبر أبو النور في تعليق لـ«» أن وجود روسيا في المفاوضات جعلها تستخدم «النووي الإيراني» كورقة ضغط على الغرب للهرب من العقوبات، وتوقع أنه في حالة زيادة التوتر بين روسيا والغرب فإن مسار المباحثات يمكن أن يتعقد، نافياً خروج روسيا من الاتفاق على غرار الخطوة التي سبق أن اتخذتها أمريكا في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب عام 2018.
ولفت إلى أنه في ضوء الأزمة الروسية الأوكرانية، فإن هناك 4 خيارات من قبل القوى الغربية المشاركة في المفاوضات وهي: تمرير المفاوضات من دون موافقة روسيا، الاستجابة لمطالب موسكو بالحصول على ضمانات خطية بتحصين علاقاتها مع إيران من أية عقوبات غربية، تأجيل الإعلان عن المفاوضات لحين الوصول إلى تفاهمات بين إيران وروسيا، والخيار الأخير وهو الأصعب الإعلان عن فشل المفاوضات وعودة أزمة الملف النووي إلى مربعها الأول من جديد.