يبدو ألا شيء من الممكن أن يعكر صفو الأجواء الإيجابية اليوم في الخليج بين الأشقاء، فرغم الظروف التي دفعت ثلاث دول خليجية لمقاطعة قطر لمدة تجاوزت ثلاث سنوات، وضع القادة الحكماء تلك المحطة خلف ظهورهم متحدين نحو بناء منطقة أكثر تماسكاً ووحدة، تعين على دفع عجلة النمو الاقتصادي بعد جائحة كورونا.
ومن الشواهد على إيجابية المناخ السياسي اليوم بين دول الخليج، صورة جمعت ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، ومستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد، أخيراً، في البحر الأحمر.
الصورة التي نشرها بدر العساكر مدير المكتب الخاص لولي العهد السعودي على حسابه في تويتر أمس (الجمعة) جاءت بمثابة تأكيد على إستراتيجية «النظر للأمام» التي ينتهجها قادة الخليج اليوم، وعلى زوال الغمة التي كانت تخيم على الخليج. ووصف العساكر في تغريدته اللقاء الذي جمع الثلاثة بـ«الودي والأخوي». وظهر الثلاثة بمظهر «كاجوال» يشير إلى أن القادة تجاوزوا البروتوكولات الرسمية في لقاءاتهم واجتماعاتهم، ما يوحي بمدى العلاقة التي تجمع الدول الثلاث. اللقاء الودي الذي يأتي بعد أكثر من ثمانية أشهر على «اتفاق العلا» الذي طوى صفحة الخلاف بين الأشقاء في بداية 2021، يحمل دلالات ورسائل تبرهن على أن اتفاق العلا لم يكن فقط حبراً على ورق، بل مصالحة حقيقية تعكس عزم قيادات الدول الخليجية على تعزيز التعاون وإنهاء الخلافات.
ولقاء البحر الأحمر ليس اللقاء الأول الذي يجمع القادة بعد قمة العلا، إذ سبق أن زار أمير قطر جدة في رمضان الماضي، وتباحث مع ولي العهد في ملفات العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. كما زار وفد إماراتي برئاسة الشيخ طحنون بن زايد أمير قطر في الدوحة الشهر الماضي.
يذكر أن اتفاق العلا أكد على عودة كاملة للعلاقات مع دولة قطر، وطي صفحة الماضي بما يحفظ أمنَ واستقرار الخليج. وشدد الاتفاق على عدم المساس بسيادة وأمن أي دولة، كما تم الاتفاق في القمة الخليجية على تنسيق المواقف السياسية لتعزيز دور مجلس التعاون، وعلى مكافحة الجهات التي تهدد أمن دول الخليج، وتعزيز التعاون في مكافحة التنظيمات الإرهابية.