ومن شأن الخلاصات لهذه الدراسة التي نُشرت في مجلة «The New England Journal of Medicine» الأربعاء، تغيير قواعد اللعبة في مكافحة مرض الملاريا الذي يتسبب بوفاة نحو 400 ألف شخص سنويًا، الغالبية العظمى منهم من الأطفال دون سن الخامسة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ويتمثل النهج الجديد في الجمع بين أدوية وقائية وجرعة معززة من لقاح الملاريا تعطى قبل موسم الأمطار.
وقال براين غرينوود من كلية لندن للصحة والطب المداري والمعدّ الرئيسي للدراسة لوكالة فرانس برس، إن للقاح «آر تي إس، إس» الذي تنتجه شركة «جي إس كي» البريطانية العملاقة للصناعات الدوائية فاعلية محدودة.
مدى فعاليته
وأظهرت الدراسة أن الحماية التي يوفرها اللقاح تتلاشى بمرور الوقت، وتقتصر فاعليتها على 30% خلال ثلاث إلى أربع سنوات.
من هذا المنطلق، سعى فريق الباحثين إلى اختبار الفائدة من إعطاء جرعة معززة من هذا اللقاح كل عام بعد الجرعات الثلاث الأولية. وتعطى الجرعة المعززة قبل موسم الأمطار، حين تسجل أعلى مستويات في عدد البعوض الذي ينقل المرض.
وتابع الباحثون من خلال التجارب السريرية وضع أكثر من ستة آلاف طفل تتراوح أعمارهم بين خمسة أشهر و17 شهرًا في بوركينا فاسو ومالي لمدة ثلاث سنوات.
وقسّم الأطفال إلى ثلاث مجموعات، تضم إحداها أولئك الذين تلقوا الأدوية المضادة للملاريا فقط (سلفادوكسين-بيريميثامين وأمودياكين)، وتتكون الثانية من أولئك الذين تلقوا اللقاح فحسب؛ في حين تشمل الثالثة مَن تلقوا اللقاح والأدوية معًا وفق النهج الجديد.
الأكثر فعالية
وتبيّن أن الجمع بين الاثنين هو الأكثر فاعلية، إذ خفض عدد الإصابات بنسبة 63%، وحالات الاستشفاء بنسبة 71%، وعدد الوفيات بنسبة 73%، مقارنة بأخذ الأدوية الوقائية وحدها. وكان الفارق مشابها تقريبًا مقارنة بمن تلقوا اللقاح وحده.
ووصف غرينوود هذه النتائج بأنها «مذهلة جدًا». وقال إن الحد من حالات الاستشفاء والوفيات كان يمكن أن يصل إلى نسبة 90% لو قورن هذا المزيج بحالات أطفال لم يتلقوا أي علاج، وهو ما لم يتم اختباره لأسباب أخلاقية.
ويتواصل باحثون شاركوا في هذه الدراسة مع منظمة الصحة العالمية في ما يتعلق بإمكان تحديث توصياتها، وفقًا لبراين غرينوود.
وقال الباحث «نأمل في أن يتم تطبيق هذا النهج في دول عدة وأن ينقذ الكثير من الأرواح».