كشف تقرير إسرائيلي، مساء اليوم، الإثنين، عن تنسيق بين تل أبيب والقاهرة بشأن العملية التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في رفح، الليلة الماضية، وحررت من خلالها أسيرين إسرائيلين محتجزين في جنوبي قطاع غزة.
وبحسب التقرير الذي أوردته هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”)، فإن مسؤولين أمنيين إسرائيليين أبلغوا نظراءهم المصريين بأن إسرائيل تنفذ “عملية موضعية” محدودة لـ”تحرير رهائن” من منطقة رفح جنوبي قطاع غزة، الليلة الماضية.
وذكرت “كان 11” أن ذلك جاء في أعقاب التقارير التي أوردتها وسائل إعلام مقربة من السلطات المصرية وأشارت إلى أن القاهرة اتصلت بإسرائيل وطلبت الحصول على توضيحات بشأن العملية في منطقة رفح.
وبحسب القناة، فإن المحادثات بين مسؤولي الأمن الإسرائيليين والمصريين، خلال الليل، جرت على خلفية التوترات بين الجانبين، في ظل المخاوف المصرية من اجتياح وشيك لرفح قد يؤدي إلى “تسلل أعداد كبيرة من الغزيين إلى أراضيها”.
ونقلت هيئة البث عن مصادر مطلعة أن المسؤولين الإسرائيليين أوضحوا للجانب المصري أن الحديث عن “عملية خاصة لمرة واحدة داخل رفح”، وليست بداية للاجتياح البري الذي تلوح به إسرائيل منذ أسابيع.
كما أبلغت إسرائيل مصر، بحسب القناة، أن “العملية في رفح لن تبدأ، بناء على طلب مصر والولايات المتحدة، إلا بعد استكمال إخلاء المدنيين والتوصل إلى تفاهمات مع مصر حول كيفية التعامل مع ممر التهريب تحت محور فيلادلفيا”.
وحذّرت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، من الامتناع عن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة إذا ما أسفر هجوم الاحتلال الوشيك على رفح إلى “إغلاق المعبر”.
ووفقا لـ”كان 11″، فإن البيت الأبيض يطالب إسرائيلي بفتعيل معابل إضافية لدخول المساعدات إذا ما أدت العمليات العسكرية المتوقعة للاحتلال إلى إغلاق معبر رفح.
وذكر التقرير أن المسؤولين الأميركيين شددوا للجانب الإسرائيلي على ضرورة “وجود العديد من نقاط دخول المساعدات إلى غزة”، كما أثير هذا الطلب خلال لقاءات وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في إسرائيل.
بدورها، نقلت قناة “القاهرة الإخبارية” الخاصة المقربة من أوساط المخابرات المصرية، عن مصدر مصري مسؤول رفيع المستوى قوله إن “القاهرة تتابع عن كثب الموقف في رفح ومستعدة للتعامل مع كل السيناريوهات”.
وفي وقت سابق اليوم، حذّر وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في وقت سابق اليوم، من “العواقب الوخيمة لتوسيع دائرة العنف والعمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة”.
وقال إن “مدينة رفح تأوي حوالي 1.4 مليون نازح واستهدافها ينذر بكارثة إنسانية وشيكة؛ استهداف رفح وعرقلة إسرائيل لدخول المساعدات يسهم بشكل مباشر في الدفع لتهجير الشعب الفلسطيني”.
وشدد على أنه “يجب على الأطراف الدولية تحمل مسئولياتها القانونية والإنسانية والسياسية لدرء مخاطر تنفيذ مثل هذا الأمر”.