لكن ربما يكون فقدان الرغبة في القتال لدى عناصر قوات الأمن الأفغانية وتسليم الآلاف أسلحتهم، بدون أدنى مقاومة، سببا آخر في الانهيار المذهل الذي حدث خلال الساعات الأخيرة من الزحف الطالباني.
وهكذا لم تمنع الأسلحة التي أنفقت عليها واشنطن مئات المليارات من الدولارات خلال 20 عاما لتجهيز الجيش الأفغاني وتدريبه انهياره أمام هجوم الحركة التي باتت تملك ترسانة كبيرة استحوذت عليها من القوات الحكومية. وأفادت مؤسسة بحوث التسلح أثناء النزاعات، بأنه على الرغم من أن القوات الأمريكية أخذت معها أثناء انسحابها المعدات المتطورة، إلا أن متمردي طالبان استحوذوا على مركبات وآليات هامفي وأسلحة خفيفة وذخيرة. وأضافت أنه مع الانسحاب شبه الكامل للقوات الأمريكية، وجد مسلحو طالبان أنفسهم يملكون عددا كبيرا من المعدات الأمريكية بدون الحاجة إلى إنفاق فلس واحد للحصول عليها. ومن المؤكد أن ما حدث مثل السيناريو الكارثي، الذي أقرت الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها أنها تفاجأت به، فقد جهزت واشنطن الجيش الوطني الأفغاني لكن يبدو أنها لم تتوقع أن تستولي طالبان على الأسلحة والمعدات، بيد أن الأزمة الحالية كانت بمثابة السيناريو الأسوأ لصانع القرار الأمريكي.