يقال في اسرائيل، ان الهجوم الصاروخي الإيراني الواسع على إسرائيل، مساء الثلاثاء الفائت، يشكل حربا مباشرة بين إسرائيل وإيران وبداية حرب إقليمية، أن إيران لم تحقق نجاحا كبيرا في هذا الهجوم، الذي شمل إطلاق نحو 180 صاروخا باليستيا.
وان فشل الهجوم الإيراني يحرر إسرائيل كي تدرس بأعصاب باردة كيف ومتى سترد، وعلى الأرجح أن الرد سيكون قريبا، لأنه خلافا لإيران، إسرائيل درجت على العمل بسرعة كيف تحافظ على علاقة واضحة بين السبب والنتيجة.
والأهداف قد تكون متنوعة: بإمكان إسرائيل الحفاظ على معادلة العين بالعين وأن ترد بمهاجمة أهداف عسكرية فقط، قواعد ومصانع وأسلحة.
ويتطلب من إسرائيل أن تأخذ بالحسبان أن الأمور ستتطور إلى درجة حرب واسعة وإقليمية، لأن إيران قد ترد أيضا ضد حلفاء علنيين وغير علنيين لإسرائيل، بدءا من الولايات المتحدة وحتى السعودية والأردن.
بعد نحو سنة على الحرب، دخلت إسرائيل إلى مرحلة الحرب الإقليمية. ووضعت إيران نفسها في قلب المواجهة بهجومها الصاروخي الواسع وغير المسبوق على إسرائيل. ووفقا لذلك فان أي رد إسرائيلي سيكون شديد.
قد لا يتوقف الرد على اسرائيل وحدها، فايران قد ترد أيضا ضد حلفاء علنيين وغير علنيين لإسرائيل، بدءا من الولايات المتحدة وحتى السعودية والأردن، والتهديد الإيراني القادم.
يبدو أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بحاول توريط الولايات المتحدة في حرب مباشرة مع إيران، وأن تلك المحاولة فد تنجح.
في الواقع محن في وسط الحرب الإقليمية، وانها مستمرة منذ عام واستمرار حرب الابادة على قطاع غزة، وجبهات المساندة خاصة من اليمن والعراق والتي انخرطت في الحرب.
حيث انخرط الحوثيين في فتح جبهة مساندة، واستهداف السفن التجارية المتجهة لاسرائيل عبر البحر الاحمر، كما استهدفوا لمدن الاسرائيلية بالطائرات المسيرة والصواريخ، وما زالت منخرطة في الحرب، ومعها فصائل عراقية. واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة الايرانية طهران وقبله اغتيال نائبه صالح العاروري في بيروت
منذ اليوم الثاني لعملية طوفان الأقصى بدأ حزب الله بالتصعيد من الجبهة اللبنانية وانخراط الحرب خلال عام في قصف المستوطنات الاسرائيلية في الشمال حيث غادرها نحو 60 ألف اسرائيلي. وتطورت الحرب باغتيال الامين العام للحزب حسن نصر الله، وسبق ان إغتالت اسرائيل عدد من قادة المقاومة،
إضافةً الى مجزرة اللييجر وما تقوم به اسرائيل من جرائم حرب وتمارس حرب ابادة في لبنان والتوغل البري
من خلال عملية برية في جنوب لبنان.
وحسب المحلل العسكري في صحيفة “يسرائيل هيوم”، يوآف ليمور، فإن الهجوم الصاروخي الإيراني على قواعد الجيش الإسرائيلي في وسط البلاد والنقب كان متوقعا، واستعدت إسرائيل له طوال عدة أيام وأن إيران سجلت إنجازا محدودا جدا، بعيدا عن نيتها الأصلية باستهداف كبير لقواعد الجيش الإسرائيلي والاستخبارات ومقر الموساد.
ويتعين على إسرائيل في ردها أن تدرس إلى أي مدى تريد توسيع الحرب ضد إيران، التي أصبحت علنية بالكامل الآن. ويبدو كأن جميع الاحتمالات واردة،
كما يتعين على إسرائيل أن تنسق ردودها مع الإدارة الأميركية، عشية الانتخابات الرئاسية، والتي قد تنجر إلى تدخل عسكري يتجاوز تخطيطها، ويتعين على إسرائيل أيضا دراسة تأثير توسيع الحرب على الجبهتين في لبنان وغزة.
في حين قال المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل،،
ان إيران حللت نتائج هجومها السابق واستخلصت العبر، لكنها لم تنجح في اختراق منظومة الدفاع الإسرائيلية والإقليمية بشكل فعال. ورغم أن الهجوم كان موجها ضد مواقع عسكرية وأمنية، وبينها قواعد سلاح الجو، لكنه كان يهدف عمليا إلى استهداف مراكز سكانية مدنية والتسبب بقتلى وفرض رعب على إسرائيل.
والتدهور الأخير يضع جميع الأطراف في وضع مختلف كليا، وفيه المواجهة بين إسرائيل وحماس وحتى الصدام مع حزب الله يحتلان مكانا ثانويا قياسا بالمواجهة الإسرائيلية الإيرانية.
واتفق هرئيل مع ليمور بان العملية المسلحة في يافا، الاسبوع الماضي، تذكر مرة أخرى بأن منطقة الضفة الغزبية قابلة للاشتعال أيضا وتشكل تهديدا، والعملية التي انطلقت منها جبت من إسرائيل ثمنا أثقل بكثير من ذلك الذي تسبب به هجوم الصواريخ الذي انطلق من إيران”.
وخلال ذلك، فإنه في الجبهة الداخلية أيضا تتصاعد مخاطر ثانوية. ويتعالى الاشتباه كأن العملية في يافا كانت منسقة مع توقيت الهجوم الإيراني”
وان عملية كهذه تعزز التوتر وانعدام الثقة بالذات لدى الجمهور الإسرائيلي، إضافة إلى إطلاق صواريخ بشكل مكثف.
كما أن التهديد الإيراني الآني إنما يؤكد وحسب تعلق إسرائيل بالأميركيين. وإسرائيل متعلقة بالولايات المتحدة ليس فقط بتنسيق الدفاع الجوي وإنما باستمرار تزويد الذخيرة، لمصلحة عملياتها الهجومية. وهذه أمور لا يستوعبها وزراء نتنياهو الذين يدعون إلى مهاجمة المنشآت النووية في إيران بدون تنسيق مع أميركا، لكن الواقع الحقيقي هو أنه بكل ما يتعلق بالنووي، إسرائيل ملزمة بالعمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة، من أجل ضمان إلحاق ضرر حقيقي لفترة طويلة وكذلك من أجل الحصول منها على مساعدات ملائمة في الدفاع والهجوم.