أفادت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، اليوم الإثنين، بأن إسرائيل هاجمت مواقع تطوير أسلحة كيماوية تابعة لقوات نظام بشار الأسد في سورية، في 8 حزيران/ يونيو الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية وأمنية مطلعة، قولها إن الهجمات الإسرائيلية جاءت في إطار المساعي لوقف محاولة النظام في سورية استئناف إنتاج غاز الأعصاب.
وذكرت المصادر أنه خلافا للهجمات الإسرائيلية الاعتيادية ضد أهداف إيرانية في سورية، كانت تلك الهجمات، في حزيران/ يونيو الماضي، تستهدف منشآت لجيش النظام في العمق السوري.
وقالت المصادر إن الهجمات الإسرائيلية استهدفت ثلاثة مواقع في محيط دمشق وحمص، وإن جميع المواقع المستهدفة “مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيماوية الذي يُزعم أن نظام الأسد فكّكه”.
وكانت الهجمات الإسرائيلية قد استهدفت ليل الثلاثاء – الأربعاء 8 حزيران/ يونيو الماضي، مواقع في محيط العاصمة السورية، دمشق، ومواقع جنوب محافظة حمص، ومنطقة على الحدود بين حمص ومحافظة طرطوس.
وكانت التقارير قد أفادت حينها بأن الهجمات الإسرائيلية التي نفذت من الأجواء اللبنانية، أسفرت عن مقتل ثمانية من مقاتلي النظام السوري على الأقل في ضربات على محافظة حمص.
وكان النظام في دمشق قد أعلن أن الدفاعات الجوية السورية تصدت “لعدوان إسرائيلي”، دون تقديم أية تفاصيل حول المواقع المستهدفة من المقاتلات الإسرائيلية التي شنت الغارات ولا عن الخسائر المحتملة.
وبحسب تقرير “واشنطن بوست”، فقد توغلت الطائرات الإسرائيلية في عمق الأراضي السورية ووصلت قرب الحدود مع تركيا. وأضاف أن الهجوم أسفر عن مقتل سبعة جنود من قوات النظام السوري، بينهم ضابط كبير ومهندس كان يعمل في مختبر عسكري سري.
وذكرت الصحيفة أن الهجمات نفذت في أعقاب تلقي الجانب الإسرائيلي معلومات استخبارية أشارت إلى أن النظام السوري عمل على شراء مواد كيميائية وإمدادات إضافية لازمة لإعادة بناء قدرته على إنتاج الأسلحة الكيماوية التي يزعم أنه تخلى عنها في العام 2014.
وشنت إسرائيل خلال السنوات الماضية مئات الضربات الجوية في سورية، مستهدفة بشكل خاص مواقع لجيش النظام السوري وأهدافًا إيرانية وأخرى لـ”حزب الله” اللبناني.
وقليلة هي المرات التي تؤكد فيها تل أبيب شن هجمات على مواقع في سورية، لكنها تؤكد دوما على أنها ستواصل التصدي لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سورية ولبنان.
وكان نظام الأسد قد انضم لاتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية عام 2013 بإيعاز من حليفته روسيا، بعد هجوم كيماوي مدمر ألقت القوى الغربية باللوم فيه على النظام في دمشق.
وأعلن نظام الأسد تدمير ترسانته من الأسلحة الكيماوية عام 2014، وهو ما يزال محل نزاع حتى الآن بعدما اتهم خبراء المنظمة الدولية، نظام الأسد، بشن ثلاث هجمات كيماوية عام 2017.
وفي حزيران/ يونيو الماضي، قال رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، أمام الأمم المتحدة، إن نظام الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا، في ما لا يقل عن 17 مرة خلال منذ العام 2011.