| «اللعب مع الكبار».. طفل يبهر أهالي قنا بمهارته في التحطيب «فيديو»

في كل المناسبات السعيدة بالصعيد، اعتاد الجميع على رؤية حلقة كبيرة يصنعها المشاهدون بأجسادهم، وداخلها يقف رجلان، يحملان عصا غليظة «نبوت» ويبدأ أحدهما في توجيه ضربة لنظيره، الذي يصدها ببراعة، قبل أن يأتي دوره في توجيه الضربات هو الآخر، لتنتهي المباراة بفوز أحدهما بتغلبه على الآخر، لكن دون إصابة، فيما يعرف بـ«التحطيب».

لكن الجديد وغير المعتاد، هو وجود طفل صغير، لم يبلغ العاشرة من عمره بعد، لكنه يقف داخل الحلقة نفسها، ويبدأ في مبارزة شاب كبير، وقد ينتصر عليه، وسط دهشة الجميع.  

كريم حسن، 8 سنوات، ابن نجع حمادي بمحافظة قنا، تعلم ممارسة لعبة التحطيب في سن صغيرة، حتى أنه يمارسها ضد الشباب وكبار السن دون خوف، رغم خطورتها الكبير، التي تتوجب أن يتوخى ممارسها الحذر.

منذ أن كان عمره 5 سنوات، بدأ «كريم»، في التعلق باللعبة، عندما شاهد أفراد عائلته يمارسونها، فبدأ بحمل «العصا»، وتقليد ما يفعله أفراد عائلته من الرجال، حتى بدأ أبيه في تعليمه اللعبة، ليصبح أصغر من يمارسها في الصعيد.

يحكي كمال زكي، عم الطفل «كريم»، أن تاريخ اللعبة يرجع إلى العصور الفرعونية، وكان والده من أبرز من مارسوها في الصعيد وعلمها لأفراد عائلته، ولكن العائلة لاحظت اهتمام صغيرهم «كريم» باللعبة، حيث تعلمها في وقت قياسي، وأصبح يمارسها رفقة الشباب وكبار السن، مضيفًا: «أبويا كان عم لعبة التحطيب، وعلمها ليا أنا وأبو كريم، ولقينا اهتمام كبير من الطفل باللعبة وبدأ يمارسها في الأفراح والمناسبات».

ومنذ فترة اعتاد «كريم»، أن يقف وسط الرجال، رافعًا عصاه في وجه من يبارزه، دون خوف من تلقي ضربة خطأ، مما جعل الجميع يقفون حوله مشجعون إياه ومنبهرون بما يفعله، بسبب براعته في صد وتوجيه الضربات، بعدما أتقن جميع أساسيات اللعبة.

«اللعبة دي ليها قوانين عشان تقدر تلعبها وماتتعرضش لضرر، وهي إن أول حاجة السلام بالعصا وبعد كده رش العصا يمين وشمال، ثم بدء المبارزة بين الطرفين»، يقول «كمال»، مؤكدًا تاريخ اللعبة القديم، فهناك رسومات في المعابد الفرعونية، تدل على تاريخها العريق في زمن الفراعنة.