قدمت إسرائيل، أمس الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة ضد لبنان، على خلفية إطلاق “حزب الله” صواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه مواقع إسرائيلية؛ في حين أوعزت وزيرة الخارجية اللبنانية، بالتقدم بشكوى ضد إسرائيل، لإدانة القصف الإسرائيلي الذي تعرض له لبنان.
وجاءت الشكوى الإسرائيلية في رسالتين متطابقتين قدمهما مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، غلعاد إردان، إلى أمين عام المنظمة أنطونيو غوتيريش، ومندوب الهند لدى الأمم المتحدة، الذي يترأس مجلس الأمن الدولي، تي إس تيرومورتي، بحسب ما أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة “يدعوت أحرونوت” (واينت).
وقال إردان في الرسالتين إنه “من الواضح أن حزب الله ومنظمات إرهابية أخرى يحاولون صرف الانتباه عن دورهم النشط في إيصال لبنان إلى حالة الأزمة الحالية من خلال مهاجمة المدنيين الإسرائيليين”.
وادعى أن “إطلاق النار هذا الأسبوع يضاف إلى سلسلة من الهجمات الإرهابية وإطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل في الأشهر الثلاثة الماضية، وهو وضع غير مقبول يمكن أن يقوض استقرار المنطقة”.
واعتبر أن “الهجمات الأخيرة والتوترات المتزايدة بالمنطقة، والتي تفاقمت بسبب أنشطة إيران وتسليح وكلائها، وخاصة حزب الله، تظهر مرة أخرى الحاجة الملحة لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701”.
كما طالب إردان مجلس الأمن “بإدانة هذه الانتهاكات الجسيمة بشكل لا لبس فيه، والبقاء قيد نظره في مداولاته المقبلة بشأن قرار مجلس الأمن رقم 1701”.
وقال إن “تصرفات حزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى، وكذلك فشل الحكومة اللبنانية في منعها، من شأنها إحداث الفوضى وإحداث الدمار في لبنان”.
وأضاف أنه “في حين أن إسرائيل غير معنية بالتصعيد، فإننا لن نسمح بشن هجمات على المدنيين الإسرائيليين”.
واعتبر أنه “لن يكون أمام إسرائيل خيار سوى الرد وتفكيك البنية التحتية الإرهابية لحزب الله التي تهدد أمن إسرائيل وحياة مواطنيها”.
من جانبها، وجهت وزيرة الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، زينة عكر، برقية إلى بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة، للتقدم بشكوى ضد إسرائيل، لإدانة القصف الذي تعرض له لبنان بتاريخ 4 و6 آب/ أغسطس الجاري.
وطالبت الوزيرة اللبنانية البعثة اللبنانية لدى الأمم المتحدة، مطالبة المنظمة الأممية بـ”إدانة (القصف الإسرائيلي) بأشدّ العبارات لما يشكّل من انتهاك لسيادته ولميثاق الأمم المتحدة ولأحكام القانون الدولي والقرارات الدولية لاسيما القرار 1701″.
ودعا القرار 1701، الذي تبناه مجلس الأمن في آب/ أغسطس 2006، إلى وقف كل العمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل.
الولايات المتحدة تحض لبنان على منع هجمات “حزب الله”
وعلى صلة، دانت الخارجية الأميركية – في بيان – إطلاق “حزب الله” صواريخ باتجاه إسرائيل، ووصف البيان ما يجري بأنه عنف يعرض الإسرائيليين واللبنانيين للخطر، ويهدد استقرار لبنان وسيادته.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن واشنطن على تواصل مع المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين ومع الجيش اللبناني.
ودعت الحكومة اللبنانية إلى “منع مثل هذه الهجمات وفرض سيطرتها على المنطقة”، كما حثت الخارجيةُ الأميركية الحكومة اللبنانية على تسهيل تحرك قوات اليونيفيل وتشجيع الجهود الرامية إلى التهدئة.
وكانت الولايات المتحدة قد اعتبرت، في بيان صدر عن خارجيتها، أن لإسرائيل “الحق في الدفاع عن نفسها”.
وفي هذه الأثناء، يخيم الهدوء على مناطق القطاع الشرقي في جنوب لبنان بعد قصف مدفعي إسرائيلي استهدف مناطق مفتوحة في أطراف قريتي كفرشوبا والهبارية، تسبب باندلاع حرائق في المنطقة.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن “حزب الله”، مسؤوليته عن إطلاق صواريخ على “أراضٍ مفتوحة بمحيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا”، وذلك “ردا على الغارات الجوية الإسرائيلية على أراضٍ مفتوحة بلبنان، ليلة الخميس”.
فيما قال المتحدث العسكري الإسرائيلي إن “حزب الله أطلق 19 قذيفة صاروخية من منطقة شمال شبعا، سقطت 3 منها داخل لبنان و6 في مناطق مفتوحة دون وقوع إصابات، وتم اعتراض 10 قذائف أخرى”.