| «صلاح».. رجل الضباع الأول: «اللي قلبه حديد.. ميخافش»

عائلة «طلبة» من العائلات التي لها باع طويل في مجال صيد الحيوانات والزواحف وكذلك الطيور، فقد اتخذت قديما من منطقة أبو رواش بمحافظة الجيزة، مستقرا لها، وبدأ الجميع يتعامل معهم بثقة كبيرة، فصغار المربين يذهبون إليهم للشراء، والباحثون يلجأون أيضا إليهم، بهدف إجراء التجارب العلمية على تلك الحيوانات، التي يبذل صلاح طلبة، جهدا كبيرا في الوصول إليها وصيدها من الوكر الخاص بها.

سنوات عديدة قضاها «صلاح» في تربية الضباع، تلك الكائنات التي يخشاها الجميع ولا يقترب من وكرها أحد، حتى جاء الرجل الخمسيني وغير تلك النظرية، وأثبت أنه بالإمكان ترويض الضباع، وتدريبها والدخول إلى الوكر الخاص بها: «الضبع بيحب الجيفة وبياكل أي حاجة ميتة، والأسود بتخاف منه علشان بيمشي في جماعات، ما تلاقيش ضبع ماشي لوحده، وشرس جدا، وعلشان تتعامل معاه لازم تكون أعصابك حديد وقلبك قوى».

الضباع كائنات يصعب التعامل معه، نظرا لشراستها وعدم قدرتها على الاستجابة للمدرب، لكن «صلاح» نجح بشكل كبير في ترويضها، حتى وصل به الأمر إلى الدخول للوكر الخاص بها: «الضبع يديك الأمان لو دخلت عنده بيته، لكن لو شافك بره مستحيل يسيبك، والضبع صعب تفرق بين ذكره وأنثاه، لأنه كائن خنثى، ما بعرفش الذكر من الأنثى غير لما ألاقى ضباع صغيرة مولودة وقتها أعرف النتاية».

سنوات عديدة مرت فى حياة الخمسيني، عرف خلالها أمورا عديدة تتعلق بتربية المفترسات، ليقرر تحويل منزله إلى حديقة مفتوحة يعرض خلالها الحيوانات للجمهور بشكل مباشر: «أنا بتعامل مع كل المفترسات، وبدخل الأقفاص عندهم دون خوف، لأنى شغال فى المهنة دى بقالى 45 سنة».