| ما أفسده فيفا تصلحه الأولمبياد.. منافسات طوكيو تنعش العلاقات المصرية

قبل حوالي 10 سنوات التهبت العلاقات المصرية- الجزائرية على مستوى الرياضة، والسبب كان تصفيات الاتحاد الدولي لكرة القدم fifa، المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم 2010 والتي أقيمت بجنوب أفريقيا، بعد أن وضعت منتخبي الدولتين مصر والجزائر بمجموعة واحدة، قبل أن تلعب إثارة كرة القدم لعبتها المعتادة وتنتهي التصفيات بتساوي المنتخبين في عدد النقاط ويلجأ الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى مباراة فاصلة لتحديد هوية المنتخب المتأهل عن تلك المجموعة.

وهو ما زاد الأمر احتقانا وقتها بين الجماهير المصرية والجزائرية، فالجميع يعلم أنه ليس هناك شيء أفضل في عالم كرة القدم سوى أن تجد منتخب بلادك ضمن الـ 32 منتخب الذين يشاركون في هذه البطولة كل 4 سنوات، وبالتالي علق المصريون والجزائريون أحلامهم على تلك المباراة الفاصلة، التي نجح حينها المنتخب الجزائري في الفوز بها ومن ثم خطف تذكرة الصعود إلى كأس العالم نسخة 2010.

وبمجرد إطلاق صافرة نهاية تلك المباراة التي أقيمت بالسودان، أثيرت وقتها العديد من الشائعات حول صدامات وقعت بين جمهور المنتخبين، وذهبت تلك الشائعات إلى أبعد من ذلك لدرجة جعلت البعض يؤكد أن تلك الصدامات والمشاجرات نتج عنها إصابات كثيرة، وهو ما جعل الشعبين وقتها في حالة كبيرة من الاحتقان.

حلقة جديدة من الاحتقان

ومرَّت شهور قليلة وهدأت حالة الاحتقان بعض الشيء، ثم أجبرت كرة القدم الشعبين مرة أخرى على فصل جديد من هذا الاحتقان، حينما أجبرت المنتخبين على مواجهة حاسمة بنصف نهائي كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت بدولة أنجولا.

وفي تلك المرة نجح المنتخب المصري في الفوز على نظيره الجزائري برباعية نظيفة، جعلت لاعبي المنتخب الجزائري يدخلون في مشادة مع أكثر من لاعب مصري بعد المباراة، وهو ما أعاد حالة الاحتقان تلك من جديد إلى شدتها.

الأولمبياد يُغيِّر الأمور

لكن مع قدوم أولمبياد طوكيو 2020 تغيَّرت كل الأمور، بعدما نجحت تلك المنافسات في إنهاء حالة الاحتقان تلك بل واستبدالها بحالة من الود والتآخي أظهرها أكثر من موقف خلال منافسات تلك الأولمبياد.

معلق جزائري بقلب مصري

ويأتي في مقدمة تلك المواقف ما أظهره المعلق الجزائري حميد لبراوي خلال تعليقه على عدد من مباريات منتخب مصر لكرة اليد، وبالأخص مواجهتي السويد وألمانيا، حيث لاحظ غالبية المصريين مدى الحب الذي يكنه المعلق الجزائري لمصر ومنتخبها، خاصة بعدما صرح أكثر من مرة خلال تلك المباريات بأنه سيأتي إلى القاهرة ليقبِّل رأس كريم هنداوي، حارس مرمى منتخب مصر لكرة اليد.

وأمام مشاعر الحب تلك، وجه الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة المصري، الشكر إلى المعلق الجزائري وأكد في تصريحات تليفزيونية دعوة إليه لزيارة مصر، بعدما قدمه من تعليق أشاد به الكثير من المصريين خلال متابعتهم لمباريات منتخب بلادهم.

ميدالية للعرب

وظهرت مشاعر الأخوة والود الجزائري المصري المتبادل أيضا خلال تلك المنافسات، بلقطة كانت بطلتها الجزائرية لمياء معطوب لاعبة الكاراتيه حينما قدمت مباراة سلبية أمام المصرية فريال أشرف لاعبة الكاراتيه، حتى تضمن للأخيرة فرصة تأهلها إلى مرحلة نصف النهائي، قبل أن تكمل المصرية مشوارها بالبطولة محققة الميدالية الذهبية الوحيدة لمصر بأولمبياد طوكيو 2020، إلى جانب فضية واحدة أيضا وأربع برونزيات.