كتب زعل ابو رقطي : الشعراء لايموتون ..أحمد يعقوب ..

دعك من هذه المزحة السمجة ..
لن اصدقك .. ولن اقتنع انك لن تكون معنا هذه الليلة في المقهى .. 
احمد .. الانسان اللطيف .. والدمث .. والمرح .. والمتواضع .. والكريم .. والذي لايعرف الحقد ولا الكراهية .. وكأنه معجون من طيبة وشهامه .. 
هو صاحب الروح المرحة .. الذي يطفي بحضوره جواً من الفرح والسعادة والبهجة .. 
كنا نتقابل يومياً في مقهى الانشراح برام الله .. تفيض احاديثنا بالسياسة والفن والادب والشعر .. ولايكتمل جمال اللقاء الا بوجوده .. وفي الايام التي يتأخر فيها عن الحضور يقوم الجميع بطلبه للحضور ليكون للقاء متعة مميزة  بوجوده ..
كان وطنياً بلا حدود .. وشاعراً متدفق الاحاسيس .. 
وطيراوياً حتى صخب بحر حيفا .. 
احمد .. الليلة تحديداً كتبت لك ( يعقوبيان استعد الليلة للعبة الخسارة الاخيرة ) وكأن كلامي كان يلامس الحقيقة بأنك لن تكون معنا بعد اليوم ..  
وفعلا مساءا وبعد ان التقينا جميعا مساءا في المقهى كما كل يوم واذا بالخبر الصادم ينزل علينا كالصاعقة .. ( ابو يعقوب توفي ) وكيف لنا ان نصدق اننا سنفقد تلك الضحكة البريئة المعبرة عن قلب انسان احبه الجميع .. وكيف لنا ان نستوعب غيابه المؤلم ونحن احبته واخوته .. 
احمد يعقوب .. سيكون غيابك قاسياً ومؤلماً .. وسنفقد بغيابك شاعراً جميلاً وانساناً مميزاً ووطنياً عايش الثورة والكفاح والغربة .. وعاد اخيراً الى ارض الوطن ليكحل عينيه بتراب الطيرة وحيفا ويترك بصماته في رام الله وبيوتها وشوارعها ومقاهيها وناسها .. 
احمد يعقوب .. وداعاً .. ايها الجميل كزهر اللوز .. والمبتسم كحنون البلاد .. والشاعر الذي عشق الوطن والقضية !