كوفيد.. لغزٌ استعصى على العلماء

لم يعد كوفيد19 لغزاً بالنسبة إلى العامة وحدهم؛ بل صار لغزاً يحير العلماء، بحسب صحيفة «صانداي تلغراف» البريطانية. وبدأت الصحيفة تقريرها بهذا الشأن بالإشارة إلى أن إيطاليا تعرضت خلال القرن الـ15 لوباء غامض، دهم سكانها وتفشى فيهم كما النار في الهشيم. ولم يجدوا له اسماً يطلقونه عليه سوى «إنفلونزا». وهي اللفظ الإيطالي لعبارة «تأثير النجوم»! وبعد 600 سنة يواجه العالم فايروساً تنفسياً غامضاً ومحيراً، لا يعرف له أحدٌ أصلاً. ولا يعرف أحد دينامية التفشي التي يعمل بها. وذكرت «التلغراف» أن العلماء الآن؛ بعد قرابة سنتين من محاولة ابتكار أدوية ولقاحات تعالج كوفيد19، لا يزالون غير مدركين الكيفية التي يتفشى بها. ولذلك يتطاول الجدل في أرجاء العالم حول جدوى ارتداء قناع الوجه (الكمامة). وأشارت إلى أن من بين أكبر نقاط الجدل الساخن بين العلماء: هل حقيقة أن الفايروس يتفشى من خلال جُزَيْئَاته المحمولة في الهواء؟ ولا شك في أن معرفة الطريقة التي ينقل بها أي فايروس عدواه إلى البشر مهمة، بل حيوية لمعرفة السبل الكفيلة بالحد من تفشيه بشكل فعال، وصولاً إلى النجاح في كسر سلاسل تفشيه. وكانت نظرية التفشي الفايروسي عن طريق الهواء ظهرت إثر ملاحظة أن أشخاصاً يقيمون في بيئات محصورة، كالسفن السياحية، والسجون، وفنادق العزل الصحي أصيبوا بالفايروس، دون أن يعرف أحد كيف حدث ولماذا حدث ذلك. وأثبت علماء آخرون أن كوفيد19 يتفشى في الأماكن المغلقة أكثر منه في الأماكن المفتوحة؛ وأن احتمالات العدوى تتضاءل كثيراً كلما تحسنت تهوية المكان، كما أنه تم اكتشاف وجود فايروس كورونا الجديد في مصافي تنقية الهواء، ودهاليز بنايات المستشفيات التي يحتجز فيها مصابون بكوفيد19. وأظهر علماء جامعة كاليفورنيا أن بمستطاع الفايروس أن يبقى سابحاً في الهواء ساعات عدة خلال تجارب مخبرية. واكتشف علماء جامعة فلوريدا أن الفايروس ظل موجوداً في الهواء المحيط بمستشفى يعالج فيه مرضى كوفيد19. كما أشار علماء إلى الأدلة على حدوث حالات تفشّ خلال تجمعات حاشدة، كالحفلات، والمباريات، والاجتماعات السياسية التي تتم في أماكن داخلية، وقالت الصحيفة البريطانية إنه إذا كانت الأدلة على انتشار الفايروس من خلال الهواء الطلق موجودة فلماذا لا تبدو مقنعة لجميع العلماء؟ وأجابت بالقول: إن المسألة تتعلق بمدى جودة تلك الأدلة. فقد توصلت دراسة أجرتها جامعة أكسفورد في مارس 2021، بتمويل من منظمة الصحة العالمية، إلى أن 67 من الدراسات المتعلقة بتفشي الفايروس عبر الهواء ذات جودة شديدة التدني؛ بل إن نصف عددها لم يكتشف وجود الحمض النووي الريبوزي RNA في الجو مطلقاً. وقال أحد مشرفي الدراسة الأستاذ بجامعة أكسفورد البروفسور توم جيفرسون إن المجال العلمي بأسره يعاني من الدراسات ذات الجودة المتدنية، والمقولات التي تصدر من منطلقات آيديولوجية، ولا سند علمياً يقف وراءها. وأضاف: كيف يتفشى الفايروس؟ غالباً من خلال تطاير قُطَيْراته، ومن خلال التواصل بين الناس.

الإصابات الجديدة تواصل ارتفاعها

أعلنت بريطانيا أمس أنها سجلت ارتفاعاً لليوم الثاني على التوالي في عدد الحالات الجديدة. وذكرت وزارة الصحة أنه تم تأكيد إصابة 28612 شخصاً الأحد، في مقابل 26144 إصابة جديدة السبت. كما ارتفع عدد الوفيات بالفايروس الأحد إلى 103 وفيات، مقارنة بـ71 وفاة السبت. وارتفع العدد الإجمالي لوفيات بريطانيا منذ بدء نازلة كورونا إلى 153734 وفاة. وقالت صحيفة «ميل أون صانداي»، إن المدارس بدأت تعد الجداول الخاصة بتطعيم طلبتها الذين تراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً؛ على رغم أن الحكومة البريطانية لم تعلن موافقتها بعد على تطعيم تلك الفئة العُمرية. وكانت الحكومة البريطانية أعلنت فجأة الأربعاء الماضي أنها فتحت الباب لتطعيم المراهقين من سن 16 إلى 17 عاماً من دون حاجة إلى موعد للتطعيم.