«ترويض الروح»، هو عنوان معرض يقام حالياً فى إحدى الصالات المتخصصة فى الفن الأفريقى فى لندن للفنان المصرى فتحى حسن، الذى يوصف اليوم بأنه من أهم الفنانين الأفارقة المقيمين فى الغرب، بحسب «بى بى سى».
غادر «حسن» مصر منذ أكثر من 45 عاماً، حاملاً بداخله ذخيرة إبداعية صنع بها أعمالاً استحضر فيها أصوله النوبية، ولعل أول ما يخطف الأبصار فى أعماله هو تلك التكوينات الجمالية بها الداكنة، ثم الأشكال والرموز العائمة.
تتضمن لوحات «حسن» كلمات غير مفهومة، ويرى أن الحرف بمثابة «كلمة سرية تكون فى أوج قوتها عندما لا يتمخض عنها نص مفهوم»، فهو يريد من المتأمل فى لوحاته أن يرتّب الحروف كما يرى، ليصنع منها كلماته الخاصة: «الحرف ليس بالأمر الهين، حتى لو كوّنتُ كلمة، فلا أضعها فى جملة». المفارقة هى أنه عندما خرج عن تلك القاعدة، أثارت كلماته المكتوبة ردود فعل حادة داخل أوساط الفن التشكيلى وخارجها، ففى عام 2012 كان معرضه فى بيروت يحمل شعار «عروبة وإعراب»، ما أثار حفيظة القيّمين على المعرض، بدعوى أنه محمل بدلالات سياسية أو قد يلمح إلى أنظمة محددة، فما كان منه إلا أن رسم جدارية على المبنى تحمل العبارة نفسها. وقبل ذلك فى عام 2010، عرض فى قاعة «روز عيسى»، المعروفة آنذاك فى لندن، مجموعة حملت شعار «حرام عليكم»، وكانت بمثابة «صرخة استياء» مما آلت إليه الأوضاع فى المنطقة العربية.
عندما غادر فتحى حسن مصر فى أواسط السبعينات لدراسة الفن فى إيطاليا، أدرك أن ما يميزه عمن حوله فى الغرب هو تشبعه بذلك الموروث الإبداعى الأفريقى.