حرائق مستعرة اندلعت خلال اليومين الماضيين في الجزائر ليصل عددها إلى 99 في 16 ولاية مختلفة على نحو ينذر بكارثة حقيقية، إذ أن بعض تلك الحرائق لا تزال مشتعلة ولم يتم إطفاؤها بعد.
وبسبب تلك الحرائق، أصيب عدد من السكان بينما بلغ عدد الوفيات نحو 42 شخصا بينهم 25 عسكريا، مع احتمالية ارتفاع في عدد الضحايا خلال الأيام المقبلة.
وشهدت قرية «إخليجن» بولاية تيزي أوزو مأساة مروعة، حيث تفحمت شابتان أثناء احتضان جثمان والدتهما المتوفاة وكأنهما تختئبان فيها من هول النيران المشتعلة في الخارج، ليكتب القدر نهاية حزينة لهن، بحسب صحيفة «النهار» الجزائرية.
صور الشابتين لم تفارق أذهان سكان الجزائر وبعض دول العالم أيضا بعد أن تم مشاركة صورهما على مواقع التواصل الاجتماعي، متمنين للأسرة الراحلة الرحمة، إذ أن المشهد كان مأساويا للغاية ولا يستطيع أي شخص التعبير عن بشاعته.
واستطاع رجال الحماية المدنية إخراج جثث الأسرة المتفحمة، حيث إن الأم كانت الضحية الأولى لتلك الحرائق بعد أن احتجزت داخل المنزل واختنقت بسبب استنشاقها كمية كبيرة من الدخان ولم تستطع النجاة، فيما قررت الفتاتان الاختباء في أحضان والدتهما الراحلة هربا من المصير البشع الذي كان في انتظارهما لتصل إليهما النيران وتلتهم جثث الأسرة.
الفتاتان الراحلتان تدعيان «سارة» و«جوهر»، ووجدهما رجال الحماية المدنية متفحمتين ومتشبثتين بجثة والدتهما التي توفيت اختناقا جراء استنشاقها لدخان الحرائق، وعلى الفور تحولت مواقع التواصل الاجتماعي لسرادق عزاء لهن، في ظل ازدياد عدد الحرائق وعدم إطفاء بعضها حتى الآن.
وبسبب الحرائق التي ساعد الطقس الحار في ازدياد عددها وصعوبة إطفائها، طلبت الحكومة الجزائرية المساعدة من المجتمع الدولي، بحسب تصريحات رئيس الوزراء الجزائري، أيمن بن عبد الرحمن.