أحزنها ما شاهدته من البعض، تجاه أطفال في عمر الزهور، يخطون أولى خطواتهم في الحياة، خشيت عليهم من الألم النفسي الذي قد يلحق بهم، لما يسمعونه ويشاهدونه من «تنمر»، وما يتبعه من ضحكات «متزعلش إحنا بنهرر»، ففكرت «لمياء» في مواجهة الواقع بـ«سمارة»، وهي مبادرة أطلقتها من محافظة الأقصر، حيث تعمل أخصائية إعلام في مدرسة ثانوية زخرفية، دفاعا عن الأطفال ذوي البشرة السمراء.
300 طفل من ذوي البشرة السمراء، جمعتهم «لمياء» لتنفيذ مبادرتها ضد التنمر بمشاركة آخرين، أصبح خلالها الأطفال أبطال لجلسات تصوير بعدسات مصورين محترفين، فضلا عن إشراكهم في جلسات تأهيل نفسي لمقاومة التنمر.
قدّمت «لمياء» بمساعدة صديقاتها شيماء سلمان وهالة جمال والمطرب أحمد سالم، عدد من حفلات الوالمسابقات للأطفال، حيث تحرص على جمع الأطفال كل فترة لدعمهم.
كما تقدم «لمياء» ورفاقها «ورش نفسية» لمواجهة التنمر بالأطفال تشرف عليها الدكتورة أميرة فوزي، وجلسات ممارسة رياضة لإخراج الطاقة السلبية بمساعدة مدربة متخصصة في ذلك.
روت «لمياء» لـ«» العقبات التي واجهتها في البداية، حيث سخر منها البعض لتبنيها قضية التنمر، بينما اعتبر آخرون أنّ المجتمع المصري لا يعاني من التنمر، رغم أنّها استمعت لمئات الحكايات عن التنمر بالأطفال خاصة من أعضاء المبادرة.
نجحت «لمياء» مؤخرًا في الاتفاق مع عدد آخر من المصورين لعمل «فوتوسيشن» لأطفال المبادرة لرفع روحهم المعنوية، كما اتفقت مع بعض مسؤولي اختيار الموديلز لأزياء الأطفال ليكون ضمنهم أطفال من ذوي البشرة السمراء.
تحلم «لمياء» بتعميم فكرة مواجهة التنمر بالأطفال، وتعليم الأطفال في مدارسهم عدم التنمر على زملائهم، وإظهار مدى الألم النفسي الذي يسببه التنمر بالأطفال، وأن تنتهج المدارس الابتدائي فكرة تعليم الطلاب عدم التنمر بزملائهم أو بأي شخص مهما اختلف لونهم أو شكلهم.