لم يولد مثل أقرانه، فمنذ الصغر لا يستطع المشي أبدا بسبب إصابته بضمور العضلات الذي دمر حياته لتصبح والدته هي عكازه في الدنيا، تحمله على كتفيها كلما أراد الذهاب إلى المدرسة أو أي مكان أخر، عرف «عمرو محمد الجزايرلي» الألم مبكرا، وأصبح ضيفا دائما على غرفة العمليات، فتارة يجري عملية ليستطع الضغط على قدمه، وأخرى في عينه لكي يبصر بشكل جيد، إلى أن فقدت والدته القدرة على التحمل وفقد الشاب العشريني قدرته على الصبر، ليستغيث لإنقاذه من المصير المظلم.
«عمرو» شاب عمره 23 عامًا إلا أنه يعيش في جسد عمره عامين مع والدته في شبراخيت بالبحيرة، فهو لا يستطع المشي بمفرده أبدا ولابد من وجود والدته إلى جواره بسبب مرضه، فمنذ كان طفلًا رضيعًا أصيب بنقص أكسجين في المخ، ما أثر على يده وقدمه في الجانب الأيمن، وفي البداية كان يسير على أصابع قدميه ثم خضع لعدة عمليات كي يضع قدميه على الأرض بشكل طبيعي: «عمرو مبيقدرش يمشي ولا يتحرك من غيري، وأنا كنت بشيله على ضهري وأوصله المدرسة أو الدرس أو المكان اللي هو حابه، ولما كبر بقيت أمسك إيده وأمشي بيه»، بحسب حديث والدته، سعيدة حامد لـ«».
في حزن وبكاء روت «سعيدة» مأساة ابنها، إذ أنه عندما كان في الصف السادس الابتدائي سقطت على ظهرها وخضعت لعملية جراحية ووضعت شرائح ومسامير ليرسب في ذلك العام بسبب مرض أقرب الناس إليه: «في مسمار اتقطم في ضهري والدكاترة قالوا لي لو اتشال هيعمل شلل رباعي، وابني اضطر يمشي على عصاية وأنا بساعده بس برضه ميقدرش يعمل أي مجهود، قدم عمرو اليمين تخينة والشمال رفيعة جدا وكان لازم لجان طبية خاصة علشان يعدي امتحاناته، وأبوه منفصل عننا».
رغم مرضه وظروفه الأسرية غير الجيدة، استطاع عمرو بفضل الله وعناية والدته أن يتخرج في كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية إلا أن حالته المرضية متدهورة ولا يستطيع التحمل أكثر من ذلك: «ابني ميقدرش يتكلم كتير، وعمل أكتر من 12 عملية منها 8 مياه بيضاء على عينه وزرع عدسة والدكتور قال أي خبطة بسيطة على الدماغ هتبوظ الشبكية».
وتابعت «سعيدة» حديثها بأن «عمرو» في حاجة إلى رعاية طبية، مستغيثة بوزارة الصحة لإنقاذ ابنها كما أنه لا يوجد مصدر دخل إلا نسبة بسيطة للغاية من معاش الأب، والباقي مجهود أهل الخير، إذ تضطر الأم لاستئجار شقة لابنها في الإسكندرية لرغبته في استكمال دراسته بينما تعيش هي في شقة إيجار.