عندما كانت حركة طالبان وغيرها من الفصائل الإسلامية الافغانية،تقاتل في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، قوات الجيش الاحمر السوفياتي وقوات نظام الحكم الماركسي الموالي لموسكو في كابل،بدعم من امريكا، كنت واحداُ من الذين وقفوا إلى جانب الاتحاد السوفياتي وحكومة كابل بلا تردد.
وهذا الموقف كان طبيعياً لأن الاتحاد السوفياتي كان يناصر ويؤيد قضية الشعب الفلسطيني العادلة فيما كانت الولايات المتحدة الامريكية وهي الصديقة رقم واحد لإسرائيل والعدو الاساسي للشعب الفلسطيني تدعم فصائل المعارضة الافغانية التي كانت تقاتل القوات السوفياتية وتقدم لهم العسكري والسياسي والدبلوماسي. ولكن عندما تغير الحال وانسحبت القوات السوفياتية من افغانستان وسقط نظام الحكم الموالي لهم في كابل وأصبحت طالبان التي تولت مقاليد الحكم هناك تقاتل أمريكا زعيمة الارهاب العالمي وحامية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين اصبحت من مؤيدي حركة طلبان بلا تردد.
واود ان اشير بهذا الصدد إلى دعمي لحركة لا يحجب عن ناظري حقيقة أن لهذه الحركة بعض المواقف التي لا اتفق معها مثل الموقف من حقوق المراة وعلى رأسها حقها في التعليم والعمل ومن موضوع الفنون والتعددية السياسية والحزبية والحداثة.. الخ.
واذكر بهذا الصدد انه عندما قررت حركة طالبان هدم التماثيل البوذية التي إعتبرتها اليونيسكو ارثاً ثقافياً عالمياً فقد عارضت تلك الخطوة واعتبرتها مسيئة للإسلام.
واشرت في مقالة نشرتها في جريدة “القدس” المقدسية آنذاك إلى أنه لو كانت تلك التماثيل الجميلة تتعارض مع تعاليم الاسلام لقام المسلمون الاوائل الذين حكموا افغانستان قبل طالبان بهدمها ولقاموا ايضاً بهدم اهرامات مصر.
واكدت بان الإسلام المحمدي الاصيل هو وريث لكل ما هو جميل في الحضارات القديمة والمتعاقبة وبالتالي فهو ضد التخلف ومع الحداثة بلا حدود.
ولكن حركة طالبان ورغم كل ملاحظاتنا عليها في المجال الإجتماعي فهي حركة تحرر وطني ولا يمكن مساواتها بامريكا المجرمة التي تقتل البشر والشجر وتدمر الحجر من اجل مصالحها.
وفي الختام فإن ما يهمنا قوله بأن الإنتصارات التي حققتها حركة طالبان على العدو الامريكي والتي ستكلل قريباً بتحرير كابل وهروب الامريكان بشكل مذل منها،كما هربوا من الفيتنام عام ١٩٧٥، ستؤدي إلى فتح الطريق البري بين ثلاث دول إسلامية مهمة في جنوب اسيا وهي باكستان وبنغلاديش وافغانستان وكل من ايران وبغداد ودمشق وبيروت ودول عربية وإسلامية مهمة في غرب آسيا مما سيؤدي إلى إضعاف النفوذ الامريكي الإسرائيلي في الشرق الاوسط وتعزيز قوة محور المقاومة في المنطقة.
كاتب فلسطيني
ما رأيك؟
رائع0
لم يعجبني0
اعجبني0
غير راضي0
غير جيد0
لم افهم0
لا اهتم0