لطالما عُرف الشعب المصري بـ«الشهامة» التي تظهر دائمًا في كل موقف يحتاج فيه شخص إلى مساندة من الآخرين.. فكل من وطأت قدمه أرض أم الدنيا أو تعامل مع أحد من شعبها اتفق على أنهم «ملوك الجدعنة».. مجموعة من الطلاب المصريين في السودان، رغم صغر سنهم، فوجئوا بوفاة زميلتهم رفيدة رجب، نتيجة هبوط في الدورة الدموية، كانوا لها السند والأهل في غربتها، فظلوا إلى جوار جثمانها بالمستشفى حتى وصول مسؤولي السفارة لنقلها إلى القاهرة بأمان، ولم تكتفوا بذلك بل قاموا بحفر بئر مياه في إحدى مناطق السودان كصدقة جارية على روحها.
جميعهم لا يعرف عنها شيئًا إلا أنها مصرية من سوهاج، تدرس في كلية العلاج الطبيعي بجامعة ابن سينا في الخرطوم، وسافرت منذ بداية العام الدراسي قبل نحو شهر، ولقيت مصرعها الثلاثاء الماضي.
تواصل الطلاب مع السفارة
أحمد عمران، أحد الطلاب المصريين في السودان، يروي لـ «»، أنه فور سماع خبر وفاتها، تجمعوا عند مستشفى الساحة التخصصي في الخرطوم، وظلوا ساعات طويلة يحاولون الدخول، حتى تواصلوا مع السفارة المصرية هناك، وجاء إليهم نائب السفير الذي أنهى إجراءات عودتها إلى سوهاج، مضيفًا: «فضلنا واقفين قدام المستشفى لحد ما أهل البنت فوضوا السفارة عشان يستلموها، ومستنيين ترجع مصر في أقرب وقت».
حفر بئر في السودان كصدقة جارية
بعد اطمئنان الطلاب على جثمان زميلتهم «رفيدة»، فكروا بفعل شيء لها يبقى موجودًا طوال الوقت، خاصة مع معاناة بعض مناطق السودان من المياه، ليقوموا بحفر بئر مياه جوفية باسمها كصدقة جارية على روحها.
«قعدنا نفكر ازاي نعمل حاجة تبقى صدقة جارية على زميلتنا، وعشان عارفين إن في مناطق سودان بتعاني من وجود الميه، قررنا نحفر بير مياه جوفية».. بحسب «أحمد»، مؤكدًا وقوفهم بجانب بعضهم كرجل واحد خلال الأزمات التي تواجههم.