كرزاي وبعد ساعات من سيطرة حركة طالبان على كابول وفرار الرئيس أشرف غني، سارع في الإعلان عن تشكيل مجلس تنسيقي للعمل على ضمان نقل السلطة في البلاد بشكل سلمي مكون من عضويته وعضوية كل من الدكتور عبدالله عبدالله رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية والزعيم قلب الدين حكمتيار.. وبحسب المراقبين فإن استباق كرزاي والإعلان عن هذا المجلس جاء بهدف إرسال رسالة لطالبان بأن هذا الثلاثي متماسك وموحد ومتواجد في كابول ولا يمكن لطالبان تجاهله في التركيبة السياسية أو في تشكيل الحكومة القادمة، ليس بسبب أنه يتضمن أسماء كبيرة فحسب بل لكونه يمثل عرقيات وقبائل ذات وزن ثقيل في التركيبة العرقية الأفغانية.. بمقابل ذلك بدأت أولى بوادر التمرد ضد طالبان في عدد من الولايات، حيث رفع متظاهرون العلم الأفغاني في العاصمة كابول وجلال أباد وكونار وسط جو من القلق والخوف الذي خيم على البلاد. ورفع المتظاهرون العلم الأفغاني في عيد الاستقلال الذي يصادف (الخميس)، متحدين راية طالبان، حيث لقي عدد من المتظاهرين حتفهم بعد أن قامت قوات الحركة بإطلاق النار عليهم.. أو الاقتتال الداخلي، والتسوية السياسية والسلام، وغيرها، خيارات صعبة أمام حركة طالبان رغم فرضها سيطرتها على أفغانستان وهي لا تمانع في الجلوس مع القيادات من خارج طالبان إلى طاولة التسوية، باتجاه إشراك وزراء منها في الحكومة الجديدة.باتت أفغانستان في قبضة طالبان، وهذه حقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها ولكن هناك حقائق صعبة ستكشفها الأيام القادمة التي تواجهها طالبان رغم كل محاولات تغيير صورتها.