| رحلات وجلسات تجميل لبطلات السرطان النفسية قبل العلاج

فرحتها كانت كبيرة برحلتها إلى الساحل الشمالى بعد أن ودّعت المصيف منذ 5 سنوات، أخذت «سعدية» تلتقط لنفسها وطفلها صوراً كثيرة فى الحديقة وحمام السباحة، وترسلها إلى أصدقائها بالجمعية، لتشاركهم الفرحة، وتحمّسهم على القيام بالتجربة نفسها.

لم تكن فرحة «سعدية» تكتمل لولا الدعم الذى تلقته من جمعية «سحر الحياة»، التى توفر لبطلات السرطان وأسرهن «شاليه» بقرية الروضة الخضراء بالساحل الشمالى مجاناً، على أن يقمن برحلات بالتناوب كل 4 أيام، ليستفيد أكبر عدد من الأسر، النشاط الذى يأتى ضمن سلسلة من الأنشطة تقدّمها الجمعية للدعم النفسى.

تحكى الدكتورة مها نور، رئيس الجمعية، عن ردود فعل بطلات السرطان، حول تلك النوعية من الأنشطة الترفيهية، ومدى تأثيرها فيهن: «بيفرحوا بها أكتر من العلاج»، مؤكدة أن جمعيات كثيرة تدعم مرضى السرطان بالرعاية الطبية أو المادية، ولكن «سحر الحياة» تهتم بالجانب الترفيهى، والسبب فى ذلك تجربتها الشخصية: «حين ابتُليت بالمرض منذ 11 سنة، لم تكن هناك مواقع تواصل اجتماعى أو وعى بالسرطان وتوسّع فى الجمعيات، ولم تكن أمامى وسيلة للتعرّف على هذا المرض وكيفية تخطيه، كنت أتمنى أشياء كثيرة أحاول حالياً توفيرها لبطلات السرطان».

ترفض «مها» لقب محاربات السرطان، وتصفهن بالبطلات، ومبررها فى ذلك أن المحارب ينتصر أو يُهزَم، أما البطل فهو انتصر بالفعل، وبطلات السرطان ينتصرن بمختلف الجوانب، فالابتلاء نفسه محبة من الخالق، أى انتصار، والشفاء فرصة لإعادة الحسابات والمضى فى الحياة بشكل مستقيم، وحتى إن قُدرت الوفاة، تكون بطلة السرطان شهيدة، وهو أعظم انتصار.

«فى مرحلة الكيمو وما بعدها نخسر شعرنا وحواجبنا والرموش، ونحتاج إلى تجديد الثقة بأنفسنا، ولكى تكون بطلات «سحر الحياة» جميلات أكتر من جمالهن، نقدم لهن جلسات مايكروبيلدنج مجاناً»، بشرى زفّتها «مها» لبطلات السرطان، وكانت فرحتهن بها بالغة، حسب روايتها: «شاء القدر أن تعرّفت على خبير التجميل ريمون ساويرس، بعد أن عاد من ألمانيا وافتتح مشروعه، وعرضت عليه الفكرة، ورحّب جداً بمساعدة بطلات السرطان، واستقبل بالفعل 3 سيدات مجاناً، رغم أن تكلفة الجلسة للآخرين 2000 جنيه، وينتظر مزيداً من البطلات شهرياً».

«بالفن نهزم السرطان»، هو أيضاً أحد أنشطة الجمعية، حسب «مها»، فيتم تنظيم ورش فنية للبطلات، حول عمل العطور أو الملابس أو الاكسسوارات وغيرها، على أن يتم تنظيم معرض شهرى يضم أعمال المشاركات، لعرض وتسويق المنتجات: «معظم البطلات منفصلات ومعيلات لأسرهن، فتقدم تلك الورش لهن دعماً نفسياً ومادياً».