يقف دون حرج أو توتر، قدماه ثابتة لا ترتعش، بينما يديه تمسك بلافتة صغيرة من القماش، كتب عليها جُملة ظهرت على ملامح وجهه التي تنم عن معاناة وألم يعتصر قلبه، حيث سطر 3 كلمات بينهما دموع وحزن، فجاءت مؤلمة لكل من يقرأها وهي «عاوز طفل يارب».
مشهد التقطته عدسات الكاميرات أثناء سير موكب السيدة العذراء في دير درنكة بمحافظة أسيوط، حيث يقف رجل ذو ملامح لا تظهر معالمها كثيرًا، لكنها تنم عن سن ربما تخطى الأربعين.
الصورة تحقق انتشارًا كبيرًا
الصورة انتشرت بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحققت تعاطفًا كبيرًا، فلم يعلم أحد حينها هوية الشخص أو حتى الوقت التي التقطت فيه هذه الصورة، ولكن ما فعلته الكلمات من تحريك النفوس والقلوب، جعلت الجميع يتعاطف معها دون سؤال.
وبعد ساعات من انتشارها، أعلن الدكتور إسلام سعيد، استشاري النساء والتوليد وعلاج حالات تأخر الإنجاب، تكفله بعلاج الشخص صاحب لافتة «عاوز طفل يارب»، وطلب من متابعيه البحث معه عن هوية الشخص ومحاولة الوصول إليه.
نجح الدكتور «إسلام» في التواصل مع صاحب اللافتة الحزينة، بحسب حديث له لـ«»، حيث حكى تفاصيل القصة وبداية رؤيته للصورة المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، «الصورة انتشرت في صفحات أسيوط، وقولت طالما من أسيوط يبقى سهل نوصل له، في ناس صحابنا أكيد هيوصلوا له، خاصة إن الصورة حديثة ومُنتشرة أمس».
تعاطف الطبيب بشكل كبير مع صاحب اللافتة، فقرر علاجه مجانًا دون أي تكاليف، «أنا قضيتي الأساسية والمشكلة اللي متبنيها هي تأخر الحمل والإنجاب، تعاطفت مع الحالة نفسها لأنني مؤمن بالقضية وبحاول أساعد على قد ما أقدر».
بعد ساعات من الإعلان.. «إسلام» يصل إلى صاحب اللافتة
بعد ساعات قليلة من إعلانه التكفل بعلاج الشخص، أرسل له بعض المتابعين الحساب الشخصي له على «فيس بوك»، فتواصل معه على الفور وتحدث إليه، حيث اتضح أنه من محافظة الإسكندرية، ويدعى أسامة فايز، وسافر إلى أسيوط زيارة في موسم العذراء.
يحكي الطبيب ما دار بينهما عبر المحادثات قائلًا: «عرضت عليه الإقامة في أسيوط وتسهيل أموره دون تكاليف أو أعباء زيادة، ونتولى علاجه، فكان ممتنا بشكل كبير لشعرونا تجاهه لكن مفيش أي رد نهائي ولم يحدث أي تفاصيل بيننا».
لا يعلم استشاري النساء والتوليد وحالات تأخر العقم، سبب معاناة الرجل وقيامه برفع اللافتة، هل هي مادية أم نفسية، وفقًا لحديث الطبيب لـ«»: «متكلمتش معه بشكل تفصيلي ومنتظر رده».