| باع شقته عشان يدخلها «طب».. طالبة ثانوية تصدم والدها بـ50% و«ملحق»

مازالت ثقافة الأهالي لم تتغير فيما يخص الثانوية العامة، التي ينظر لها البعض على أنها الفرصة الوحيدة للحصول على مستقبل مشرق، عبر الحصول على مجموع مرتفع يؤهل ابنهم للالتحاق بأحد كليات القطاع الطبي أو الهندسي، وما دون ذلك يعد فشلا ذريعا ومؤشرا على مستقبل غير واضح المعالم، وهو ما يدفع الغالبية منهم للجوء إلى الدروس الخصوصية، إذ يعتبرها البعض وسيلة الحصول على أعلى الدرجات، لدرجة أن عباس حسن، 56 عامًا، مواطن مصري يعمل نقاش، باع شقته التي يقطن بها رفقة أسرته، ليتمكن من دفع رسوم الدروس لابنته «سارة»، التي كانت تدرس في الثانوي العامة 2021، ويصل سعر الدروس شهريًا إلى حوالي 3 آلاف جنيه.

يحكي «عباس»، أن ابنته كانت متفوقة في السنوات السابقة، وفي الصف الأول الثانوي كانت السادسة على مدرستها في مدينة بني مزار بمحافظة المنيا، وبدأت العام الدراسي بالتركيز الشديد في دروسها، التي كانت تأخذ ساعات طويلة من النهار، تنفق خلالها من 80 إلى 120 جنيه يوميًا، مضيفًا: «كان أملي كله على بنتي إنها تبقى دكتورة، عشان كده كنت بصرف كل اللي حيلتي عليها، لحد ما تعبت وقعدت من الشغل ومبقتش قادر أشتغل، وقعدت في البيت ومبقاش في دخل».

بعد مرض «عباس»، وتركه لعمله، اضطر إلى بيع شقته بمبلغ 100 ألف جنيه، والذهاب للعيش في بيت والده القديم، لينفق على ابنته التي تحتاج إلى مصاريف دراسية كثيرة، يلبي كافة الاحتياجات التي تطلبها.

حصول «سارة» على 50 %

«مصاريف بنتي كانت كتير ولما قعدت من الشغل، مكنتش لاقي حل غير إني أبيع الشقة اللي ساكن فيها أنا ومراتي وبنتي، ورجعت أعيش في بيت العيلة، بس المشكلة إننا هنخرج منه في شهر 12 الجاي لأنه هيتباع».. بحسب حديث «عباس»، لـ «»، مؤكدًا أنه بعد المعاناة طوال العام، حصلت ابنته على مجموع 50%، ورسبت في امتحان اللغة الإنجليزية، لتنتهي أحلام الأسرة في دخول ابنتهم لكلية الطب.

8 ساعات مذاكرة يوميًا

من جانبها، تروي «سارة»، أنها كانت تذاكر لمدة 8 ساعات يوميًا، وتنام عدد ساعات قليل، كما أنها عانت في أيام الامتحانات لدرجة تعرضها للإغماء، مضيفة: «أبويا تعب معايا عشان أحقق حلمي وأدخل كلية طبية، بس أحلام أسرتي كلها راحت وفلوس بيع الشقة ضاعت على مصاريف دروسي».