توجد العديد من الموضوعات المتعلقة بالمواريث والتركات والحقوق وحق توزيعها الصحيح بين الأشخاص، هذا بخلاف الكثير من الموضوعات الشائكة المتعلقة بالوصية والهبات والديون، ومن بين الموضوعات التي يتم التساؤل عنها بين الكثير من الأشخاص هو مدى التزام الورثة بدين مورثهم وهل يجب عليهم سداد دين المتوفي أم لا؟، وما الذي يجب فعله في حالة عدم وجود أموال كافية لسداد دين المتوفي، لذا سنحرص اليوم عبر الفقرات التالية على معرفة جميع الإجابات المتعلقة بهذا الموضوع من قبل علماء الدين الإسلامي، بشكل واضح ومفصل قدر الإمكان.
مدى التزام الورثة بدين مورثهم
- من الجدير بالذكر أنه في حالة وفاة الميت ووجود إرث أو تركة له، وكذلك
توجد ديون باقية عليه يجب على الورثة البدء في سداد الديون وإخراجها من التركة. - كما يجب أن يتم ذلك قبل البدء في تقسيم التركة.
- ويجب تذكر قول الله تعالى وما جاء في سورة النساء بالآية 11 : “يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ ۚ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ۚ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا”.
- وأكد علماء الدين أن يجب على الورثة أن يسارعوا في سداد دين الميت من أجل إبراء ذمته.
- حتى أن بعض أهل علم شدد على أهمية سداد الدين والمسارعة به قبل إتمام الدفن،
وذلك لمدى شدة الدين على المسلم. - ورأى أهل العلم أنه في حالة عدم وجود أموال نقدية في وقتها تكفي لسداد الدين،
وأن ما يكفي لسداد الدين بعيد في الوقت الحالي أو موجود في هيئة أملاك وعقارات،
يجب على الورثة في تلك الحالة أن يضمنوا حق الغير، أما في حالة رفضهم أو امتناعهم
عن الدفع من مال الميت وماطلوا في هذا الحق فهو حرام وإثم كبير.
التنفيذ على الورثة
- وتجدر الإشارة إلى أنه في حالة كون الميت ترك بيت أو عقار، وكان عليه دين لأحد
يجب على الورثة سداد هذا الدين حتى لو تم بيع البيت من أجل السداد. - أما في حالة امتناع الورثة عن سداد الدين يتم منعهم من الحصول على
نصيبهم من التركة حتى يتم سداد الدين. - ومن الجدير بالذكر أنه قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم:
” نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه “، وبالرغم من كون الحديث
السابق حديث فيه ضعف، إلا أنه قد جاء حديث آخر يؤيده عن أبي قتادة. - يذكر أن حديث أبي قتادة قد جاء في الرجل الذي جيء به إلى الرسول صلى
الله عليه وسلم فسأل : (هل عليه دين؟ )، قالوا: نعم ديناران، فتأخر ولم
يصل عليه، فقال أبو قتادة : الديناران علي يا رسول الله، قال : (حق الغريم
وبرئ منهما الميت؟) قال: نعم ، فتقدم فصلى).
هل الدين يورث قانونًا في مصر
وفقًا للقانون المصري فإنه:
- يجب قضاء دين المتوفي من تركته الباقية.
- وإذا كانت التركة مساوية لدين المتوفي فيتم سداد الدين ولا يتبقى إرث للورثة.
- أما في حالة كون الدين أكبر من التركة، فيتم سداد أكبر جزء منها من التركة، ولا يُسأل الورثة في أموالهم الخاصة عن سداد باقي الدين، كما لا يتم إلزامهم قانونًا بذلك.
وإلى هنا نكون قد وصلنا لختام موضوعنا وإذا كنت ترغب في التعرف على المزيد من الموضوعات المتعلقة بالإرث يمكنك الاطلاع على متى يسقط الدين عن المدين؟.