37 مليارا فاتورة صيانة قطاع النفط والبتروكيماويات الخليجي

بينما تنفق صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات، في منطقة الخليج نحو 10 مليارات دولار سنوياً على قطاع الصيانة، تسببت جائحة «كورونا»، التي تفشت عام 2019م في الضغط على صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات الخليجية، لإعادة رسم إستراتيجياتها وممارساتها وخططها القصيرة والطويلة الأمد.

أشار رئيس مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط للصيانة والاعتمادية، والرئيس السابق للجمعية الخليجية، والجمعية العالمية للصيانة وإدارة الأصول، المهندس نزار الشماسي، إلى أن صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات في منطقة الخليج تنفق ما يقرب من 10 مليارات دولار سنوياً على قطاع الصيانة.

التميز في الصيانة

أضاف أنه بسبب انخفاض أسعار النفط، اضطرت صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات في منطقة الخليج، إلى مراجعة إستراتيجيات صيانة مصانعها ورفع كفاءتها، والبحث عن أفضل الممارسات والتقنيات المبتكرة لرفع كفاءتها التشغيلية، والوفاء بمتطلبات عملائها، مبيناً أن نموذج التميز في الصيانة يتكون من 4 أعمدة، وهي: 1- نظام الصيانة «المحوسب»، وقدرته على التواصل مع النظم الأخرى. 2- الأصول «المعدات، النظم، وغيرها»، بما في ذلك اعتماد مفاهيم إدارة الأصول، مع التركيز على مفاهيم إدارة المخاطر لضمان الاستعداد للتحديات. 3- الموارد البشرية، حيث أثبت هذا الوباء أهمية توطين القوى العاملة «السعودة»، حيث كانت الشركات ذات المستوى العالي من التوطين، أقل تأثراً على الرغم من أن عددا من موظفيها تأثروا بعدوى وباء «كورونا». 4- الخدمات، التي تتطلب شراكات إستراتيجية مستدامة مع قطاع المقاولات وموردي المواد، أكد على الحاجة الماسة لدعم تصنيع المعدات، وقطع الغيار في السوق المحلي، وتفعيل أكثر للثورة الصناعية الرابعة التي توظف التقنية في التصنيع والصيانة وغيرها.

إيصال المواد الخام

ذكر عضو الجمعية الخليجية للصيانة والاعتمادية، المهندس عبدالله المقهوي، أن الجائحة تسببت في خفض أو تعطيل إيصال المواد الخام للمصانع، التي تصنع معدات وقطع غيار لها علاقة بالكهرباء والإلكترونيات والمضخات ونظم التحكم وغيرها، من الصين وأمريكا وألمانيا وكثير من الدول الأخرى، والتي أدت إلى خفض إنتاجية تلك المصانع، وأدت إلى إفلاس وإقفال بعضها، الأمر الذي أدى إلى تعجيل الجائحة، باستخدام تقنيات متطورة تقلل من استخدام الموارد البشرية، ومن ذلك استخدام الطائرات بدون طيار لفحص الأنابيب والمعدات المرتفعة، وبسبب تأثر سلاسل الإمداد والمشتريات، من ناحية ارتفاع السعر وتوفر المواد في الوقت المطلوب، فإن ذلك دفع بالشركات الكبرى للبحث عن مصادر بديلة للشراء، وهذا جعلهم أكثر مرونة لتقبل منتجات أخرى، كما أن الجائحة دفعتهم أيضا لشراء كميات احتياطية من المعدات والنظم وتخزينها، حيث تم شحن بعضها جوا لضمان وصولها وعدم تعطل عجلة الإنتاج، كما سخرت إدارات الصيانة تقنية الهندسة العكسية، لتصنيع قطع غيار بديلة محلية، وهي تكنولوجيا حديثة تستخدم الكمبيوتر لنسخ قطع الغيار خلال المسح الضوئي، وإعادة بناء القطعة باستخدام نفس المادة المصنعة منها القطعة الأصلية.

الصيانة التنبؤية

قال المقهوي: إن الجائحة أرغمت بعض المدراء والمهندسين والفنيين للعمل والاجتماع «عن بعد»، ودفعت أسرع بإستراتيجيات بديلة للصيانة الفورية أو المجدولة، مثل تمديد تاريخ الصيانة المطلوبة والاعتماد أكثر على الصيانة التنبؤية، وأن بعض شركات المقاولات الكبرى، اضطرت لإسكان موظفيها في مساكن مختلفة، بدلا من تجميعهم في مكان واحد، وذلك تفاديا لانتشار العدوى، لافتاً إلى أن تطبيق بعض شركات النفط لمبادرة «المحتوى المحلي» على الخدمات المساندة لها مثل المقاولات والتصنيع وقطع الغيار، قلل من آثار الجائحة السلبية على صيانة مرافق النفط والغاز والبتروكيماويات في منطقة الخليج العربي، موضحاً أن مبادرة «المحتوى المحلي»، تتضمن زيادة توطين عمال المقاولين وزيادة شراء قطع الغيار من السوق المحلي وكذلك شراء مواد مصنعة محلية.