| «منطقوش ولا كلمة واحدة».. فنانون صنع الصمت منهم نجومًا وصاروا أغنياء

نجوم ومشاهير سحروا القلوب بصوتهم العذب، وأطربوا الآذان في كل مكان، وآخرون صنعتهم أقدامهم القادرة إمطار شباك خصومهم بالكثير من الأهداف في عالم كرة القدم، وهناك أيضًا من صنعتهم قدرتهم غير العادية على تشخيص وتقمص مختلف الشخصيات في عالم التمثيل، وكذلك هناك من صنع شهرته الاكتشافات والاختراعات بعالم العلم والعلماء، أما الأكثر حظًا من بين كل هؤلاء كانوا من صنعوا الشهرة والنجاح والأموال الطائلة بفضل قدرتهم فقط على غلق أفواههم،  والتعبير عما يحاولون إيصاله بدون أن ينطقوا بكلمة واحدة أو حتى يلحظ أحد لون أسنانهم أو مقدار طول ألسنتهم لأن أفواههم تغلق حينما يتعلق الأمر بعملهم.

الإيطالي كابي ليم

ولعل أحدث هؤلاء المحظوظون هو الشاب الإيطالي كابي ليم، الذي تخطى مؤخرًا عدد متابعيه على مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي المختلفة عدد كبير من مشاهير العالم، فضلا عن حسابه البنكي الذي أصبح يكتظ بملايين الدولارات، وذلك فقط لكونه قادر على السخرية من مقاطع الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل بدون أن ينطق أي كلمة فقط يستخدم قدرته على التعبير بملامحه عن التعجب من المحتوى المقدم بهذه المقاطع.

الإيطالي ذو الأصول السنغالية، تقريبًا لم يكن يعرفه أحد في العالم سوى عائلته وأصدقائه وبعض من جيرانه بالحي الذي يسكن به في إيطاليا، ولكن بعد هذه الفيديوهات الساخرة التي لا ينطق فيها بكلمة واحدة حتى، أصبح واحدًا من أهم مشاهير العالم حاليًا لدرجة أن عدد كبير من مشاهير العالم بمختلف المجالات يقلدونه في الكثير من الأحيان.

مستر بين

وسبق هذا الإيطالي في عالم الشهرة القادمة من الصمت، الممثل البريطاني روان أتيكنسون مؤلف ومنتج وممثل واحد من أنجح الأعمال الدرامية مسلسل «مستر بين»، الذي حققت جميع حلقاته نجاح كبير للغاية على الرغم من أن الممثل البريطاني لا يتحدث ولا ينطق بكلمة واحدة، يعتمد فقط على كوميديا الموقف التي يقدمها بهذه الشخصية.

وما لا يعرفه الكثيرون أن الممثل البريطاني ابتكر هذه الشخصية الصامتة الشهيرة أثناء محاولته الحصول على درجة الماجستير بالهندسة الكهربائية من جامعة أكسفورد، وقدمها للمرة الأولى بمسرحية عرضها في إحدى المرات ضمن فقرات مهرجان كندي عام 1987.

شارلي شابلن

ومن سبق الجميع في ذلك كان السير الإنجليزي تشارلز سنبسر تشابلن، أو كما يعرفه الكثيرون الممثل الكوميدي الصامت شارلي شابلن، الذي أصبح أحد أيقونات العالم ومشاهيره خلال القرن الماضي بفضل شخصية الصعلوك أو المتشرد التي قدمها ضمن الكثير من أفلام السينما الصامتة.

وامتدت مسيرة الممثل الإنجليزي الفنية لأكثر من 75 عامًا، قدم خلالها الكثير من الأفلام كممثل وصانع فن بشكل كامل وشامل، و كان قادرًا على إضحاك الجميع من خلالها دون أن يتحدث بكلمة واحدة، ومن خلال ذلك حقق شهرة ونجاح استمرا حتى بعد وفاته عام 1977.

وجوه صامتة شهرة بدون أموال

أما في مصر فالوضع مختلف بعض الشيء، إذ تحقق بفضل صمتك الكثير من الشهرة، لكن هذا لا ينتج عنه بالضرورة أموال وثروة، كما حدث على مستوى أكثر من ممثل مصري يطلقون عليهم وصف «الكومبارس»، لكن الجماهير تطلق عليهم وصف «النجوم والأبطال»، الذين لطالما أسعدوهم بأعمالهم الفنية الخالدة حتى الآن وحتى بعد رحيل الكثير منهم عن عالمنا.

والقائمة في هذا الشأن طويلة ولكن أشهرهم كان الممثل نصر سيف الذي ظهر بالكثير من الأعمال السينمائية والمسرحية بدور الشخصية الصامتة حتى في أشهر أعماله مسرحية «شاهد ما شفش حاجة» من بطولة النجم عادل إمام التي ظهر فيها خلال فصل كامل من أحد أنجح مسرحيات الزعيم، ولم ينطق إلا بجملة واحدة فقط كسر من خلالها حاجز الصمت الذي لازم في كل أفلامه وأعماله.