قال كاتب إسرائيلي إن “إطلاق النار على الجندي قبل أيام على حدود غزة، عبر الفتحة الكبيرة داخل السياج، والمعروفة في الجيش الإسرائيلي بـ”الساعة الرملية”، يعطي انطباعا بأن هذه المنطقة الحدودية تشهد توترا أمنياً ينعكس بدوره على مستوطني غلاف غزة، ورغم إقامة الجدار الخرساني، فإن الإسرائيليين ما زالوا في مرمى النار، ما يعطي مؤشرا على حدة وخطورة ساحة المعركة ضد حماس”.
وأضاف حنان غرينفيد في مقال بصحيفة إسرائيل اليوم، أن “إصابة الجندي الإسرائيلي من مسافة الصفر يعطي مزيدا من الدلائل عن مستوى التوتر الشديد والخطر من التصعيد، ويزيد من خطورة النشاط الليلي على حدود غزة، ويؤكد أن اقتراب الجنود من مقاتلي حماس يجعل مصيرهم محفوفا بالخطر، ما يستدعي منهم التصرف بحذر، لأنهم على بعد مئات الأمتار فقط من مواقع المسلحين الفلسطينيين، الذين يعلمون جيدًا أننا نراهم ويروننا”.
وأوضح أن “الواقع الميداني في غزة ليس آمناً بالضرورة، ولذلك فقد تم بناء الحاجز التحت أرضي لإيقاف الأنفاق الهجومية التابعة لحماس، ورغم ذلك فلسنا محميين بنسبة مائة بالمائة، خاصة في المواقع القريبة من السياج، باعتبارها “أراضي حماس”، ويجعل الجنود يسيرون في الظلام، وهناك محاولات كل أسبوع تقريبًا للتسلل إلى الحدود الإسرائيلية، ورغم أن هذه المحاولات تسعى في معظم الحالات للعثور على عمل، فإن الجيش الإسرائيلي ليس مستعدا للمخاطرة بأي شيء”.
المقدم دوري ساعر قائد الكتيبة 53 المسؤولة عن القطاع قال إن “اليقظة الأمنية تتصاعد، وبشكل ملموس، والمقاتلون يلتقطون الأسلحة تلقائيًا، ويصوبون عليها، استعدادا لأي تحد قد يأتي، وتجري هذه الدوريات كل أسبوعين، ولكن في كل مرة في منطقة مختلفة، أحيانًا تكون أقرب إلى قطاع غزة، ولكن في كل مرة تتم الجولات في أماكن مختلفة لإرباك العدو، وهو ما تمثل أثناء عملية حارس الأسوار الأخيرة في غزة”.
وأشار إلى أن هذا هو العمل الأكثر تحديًا وتكوينًا في إسرائيل، فالأضواء ترتجف على بعد مسافة قصيرة منّا، وعلى جانب حدود غزة يمكن مشاهدة سيارات دفع رباعية مسرعة باتجاه نقاط الضبط الميداني التابعة لـ”حماس”، والمعروفة في الجيش الإسرائيلي بقاذفات القنابل اليدوية، الأمر الذي يؤكد أننا في ميدان مليء بالتحديات الأمنية، وقد ثبت أن هذه المواقف تعمل في خدمة “حماس”، وتمكنها من التظاهر العنيف قرب السياج.
وأكد أن إقامة الجدار الإسمنتي منح الجيش مزيدا من الحرية في العمل في الميدان، رغم أن “حماس” تنظر إلينا طوال الوقت، ومقاتلوها يدركون أننا هنا، والنتيجة أن ساعات طويلة نقضيها من المشي المتوتر في الظلام الدامس، وهذا عمل مهم وضروري، هكذا يجب أن يبدو عملنا يوميا قرابة الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، حيث يتخلل عملنا على الحدود استخدام وسائل مراقبة متطورة موضوعة في أبراج ضخمة على طول الشريط، ويُمنع النظر بعيدًا ولو لثانية واحدة”.
وأشار إلى أن “شاشات المراقبة الضخمة تشاهد عن قرب عددا من المسلحين الفلسطينيين الذين يجلسون في ظلام دامس تقريبًا، ولكن بفضل أجهزة الرؤية الليلية الأكثر تقدمًا في الجيش الإسرائيلي، يمكن رؤية حتى أصغر التفاصيل، وفي الوقت الفعلي، للتمييز بين أنشطة العدو الروتينية والاستثنائية، ويستطيعون تحديد ما إذا كان الفلسطيني على الحدود مزارعًا أو شخصًا يريد التسلل داخل الحدود الإسرائيلية”.
وأكد أن “وحدة المراقبة عملت أوقاتًا إضافية خلال حرب غزة الأخيرة، وبدا الأمر مرهقًا عند حدود غزة خلال مختلف أيام الحرب، لا سيما خلال تصويب الدبابات لقذائفها باتجاه المسلحين الفلسطينيين الذين حاولوا إطلاق النار على إسرائيل، وطيلة الوقت التأكيد على عدم وجود تهديدات، وأن جميع الجنود الذين دخلوا السياج الحدودي مع غزة يجب إرجاعهم، من خلال تغطية انسحابهم، حتى لو لم تكن المساحات كبيرة بما فيه الكفاية”.
وأوضح أن “معظم الأنشطة العسكرية الإسرائيلية تدفع الجنود لأن يبقوا يقظين، واتخاذ القرارات في غضون ثوان، وعندما تخرج القوة العسكرية للقيام بنشاط ما في الليل على حدود غزة، فإنها تأخذ بعين الاعتبار كيف سيتصرف العدو أمامها، خاصة أن مقاتلي الكتيبة 101 من لواء المظليين والكتيبة 53 يتمركزون على بعد بضع مئات الأمتار من السياج الحدودي مع غزة”.