رغم مرور أكثر من عام على تفشي فيروس كورونا المستجد في الصين، إلا أن الناجين لا يزالون في معاناة مع مضاعفات «كوفيد 19» التي جعلت أجسادهم ضعيفة ويشعرون بالإرهاق دائمًا، الأمر الذي سلط الضوء على ما يحدث لمتعافي الفيروس التاجي بعد سلبية المسحة.
قال باحثون إن نصف المرضى الذين جرى نقلهم إلى المستشفى إثر إصابتهم بـ«كوفيد 19» خلال تفشي الموجة الأولى بمدينة ووهان الصينية، لا يزالون يعانون من مشاكل صحية بعد 12 شهرًا من الإصابة، وأظهر عدد منهم علامات ضعف وظائف الرئة وتشوهها، بحسب مجلة «فوربس» الأمريكية.
ووجد الباحثون أن 1276 مريضًا جرى نقلهم إلى المستشفيات بووهان في الفترة بين يناير ومايو 202، وكشف الدراسة التي جرى إجراؤها عن أن الناجين بعد عام واحد فقط من الإصابة في حالة صحية سيئة للغاية مقارنة بأولئك الذين لم يصابوا بالفيروس التاجي.
ورغم أن معظم المرضى تعافوا من الأعراض بعد عام واحد، وجدت الدراسة أن نحو 49٪، عانوا من عرض واحد على الأقل مستمر معهم، بينما كان التعب وضعف العضلات أكثر الأعراض شيوعًا في 20٪ من المرضى، بالإضافة إلى أن ما يقرب من واحد من كل ثلاثة مرضى لا يزال يعاني من ضيق في التنفس بعد عام من ذلك، ورغم ىإعادة الفحص بعد 6 أشهر فأن النتيجة لم تتغير ولا تزال الرئة ضعيفة.
وأظهر 54٪ من المرضى الذي وضعوا على جهاز التنفس الصناعي ضعفًا في وظائف الرئة، و87٪ أظهروا تشوهات في عمليات المسح، وكشفت الدراسة أن نسبة المرضى المتعافين الذين أبلغوا عن مشاكل تتعلق بالصحة العقلية كانت أعلى قليلاً في 12 شهرًا، وعانى 26٪ من القلق والاكتئاب بعد 6 أشهر فقط من الإصابة، فيما عانى المتعافين بعد نحو عام من الألم وعدم الراحة، وبلغت نسبتهم 29% مقارنة بمن لم يصابوا بكوفيد 19.
5 أعراض لمتلازمة «لونج كوفيد» الأكثر شيوعًا
وهناك أعراض لمتلازمة لونج كوفيد عانى منها البعض، وكانت الأكثر شيوعَا وهي:
– التعب المستمر.
– ضيق التنفس.
– ضباب الدماغ.
– الاكتئاب.
– ألم العضلات.
ولا يزال الخبراء يحاولون معرفة أسباب مرض كوفيد الطويل، إذ يمكن أن يؤدي الفيروس التاجي إلى استجابة مناعية مفرطة النشاط «عواصف السيتوكين» والتي تسبب أيضًا أضرارًا في جميع أنحاء الجسم، ويعتقد أن جهاز المناعة لا يعود إلى طبيعته بعد الإصابة، وقد يكون هذا أحد أسباب اعتلال الصحة لفترات طويلة.
أستاذ الطب الوقائي: الأمر يعود إلى ردة فعل الجهاز المناعي
وشرح الدكتور شريف حتة، أستاذ الطب الوقائي والصحة العامة، أن سبب تأثير الفيروس بشكل كبير على الجسم بعد التعافي بسبب رد فعل الجهاز المناعي، فإذا كان الجهاز المناعي ضعيفًا، فذلك يعني أن تأثير الفيروس على المدى الطويل سيكون مؤلمًا ومستمرًا، إذ أن الأعراض التي يشعر بها الأشخاص عند الإصابة تختلف وفقًا لردة فعل المناعة، ولا علاقة لذلك بتحور الفيروس إذ أنه مهما تحور أو تغير فهو لا يزال سلالة فيروس تنفسي، أي يهاجم الجهاز التنفسي.