كونفرسيشن: تعرف على تنظيم “الدولة- ولاية خراسان” وسر العداء الدفين مع “طالبان”

 تنظيم “ولاية خراسان” هو الفرع الرسمي لتنظيم “الدولة الإسلامية” في أفغانستان، وقد برز ظهوره في يناير/ كانون الثاني عندما تمكن من ترسيخ السيطرة الإقليمية في العديد من المناطق الريفية في شمال وشمال شرق أفغانستان، ولكنه اسم تردد بقوة في الأيام الأخيرة بعد أن أعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري المزدوج في مطار كابول، وسط محاولات حثيثة لإجلاء أكبر عدد ممكن من الأمريكيين والأفغان بعد سقوط كابول في يد حركة طالبان.

وخلال سنوات الثلاث الأولى، شن تنظيم “الدولة- ولاية خراسان” حملة قاتلة في أفغانستان وباكستان على الأهداف الحكومية في المدن الكبرى والمؤسسات العامة.

وبحسب الخبيرة في شؤون الإرهاب في أكاديمية ويست بوينت العسكرية الأمريكية،، أميرة جادون، وأندرو ماينز، الباحث في برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن، فقد أصبحت جماعة “ولاية خراسان” واحدة من أكبر أربع منظمات إرهابية دموية في العالم، وهو نفس التصنيف الذي قدمه مؤشر الإرهاب التابع لمعهد السلام والاقتصاد.

وأوضحت جادون في حوار مع موقع “ذا كونفرسيشن” أن التنظيم تأسس من قبل أعضاء سابقين في حركة طالبان الباكستانية وحركة طالبان الأفغانية والحركة الإسلامية في أوزبكستان، وبمرور الوقت، انضم العديد من المسلحين من جماعات أخرى للتنظيم.

وتتمثل قوة جماعة “ولاية خراسان” في قدرتها على الاستفادة من الخبرة المحلية للمقاتلين، كما استغل موقعه على الحدود لحشد امدادات والمجندين من المناطق القبلية الباكستانية، فضلاً عن خبرة الجماعات المحلية الأخرى، وقد بدأ التنظيم اولاً بتوحيد الأراضي في المقاطعات الجنوبية من ولاية ننجرهار، التي تقع على الحدود الشمالية الشرقية لأفغانستان مع باكستان، التي كانت معقل تنظيم “القاعدة” السابق في منطقة تورا بورا.
وأفادت جادون أن هناك أدلة على أن الجماعة قد تلقت المال والمشورة والتدريب من الجسم التنظيمي الرئيسي لجماعة “الدولة الإسلامية”، وقدر بعض الخبراء أن هذه الأرقام تتجاوز 100 مليون دولار أمريكي.

ما هي أهداف وتكتيكات التنظيم؟

تتمثل الإستراتيجية العامة لتنظيم “ولاية خراسان” في إنشاء رأس جسر لحركة “الدولة الإسلامية” لتوسيع “الخلافة”، ويهدف التنظيم إلى ترسيخ نفسه باعتباره التنظيم الجهادي الأول في المنطقة، وذلك جزئياً من خلال الاستيلاء على إرث الجماعات الجهادية التي سبقته، وهذا واضح من رسائل المجموعة، ومثل التنظيم الأم (الدولة الإسلامية) يستفيد تنظيم “ولاية خراسان” من خبرة أفراده وتحالفاته العملياتية مع الجماعات الأخرى لتنفيذ هجمات مدمرة، وبحسب ما قالته جادون، فإن التنظيم يستهدف بعض الأقليات مثل السيخ فضلاُ عن عمال الإغاثة ورجال الأمن والبنية التحتية الحكومية.

والهدف هو خلق الفوضى وعدم اليقين في محاولة لدفع المقاتلين المحبطين من الجماعات الأخرى إلى صفوفهم، والتشكيك في قدرة أي حكومة على توفير الأمن للسكان.

ما هي علاقة “ولاية خراسان” بطالبان؟

يتعامل تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان مع حركة طالبان الأفغانية باعتبارا الخصم الرئيسي الاستراتيجي، وهي تصنف “طالبان” باعتبارها مجموعة من “القوميين القذرين” ، الذين يطمحون فقط إلى تشكيل حكومة محصورة في حدود أفغانستان، وهذا يتعارض مع هدف “الدولة الإسلامية” المتمثل في إقامة خلافة عالمية.

هي خصومها الاستراتيجيون. وهي تصنف طالبان الأفغانية على أنهم ” قوميين قذرين ” يطمحون فقط إلى تشكيل حكومة محصورة في حدود أفغانستان. وهذا يتعارض مع هدف تنظيم الدولة الإسلامية المتمثل في إقامة خلافة عالمية.

وحاول “ولاية خراسان” تجنيد أعضاء طالبان الأفغانية مع استهداف لمواقع الجماعة في جميع أنحاء البلاد، وقد حقق التنظيم بعض النجاح، ولكن طالبان تمكنت من كبح تحديات التنظيم من خلال شن عمليات ضد عناصر ومواقع التنظيم.

وغالباً ما تحدث هذه الاشتباكات جنباً إلى جنب مع القوات الجوية الأمريكية والأفغانية، قبل سقوط كابول، ضد تنظيم “الدولة ” على الرغم من أن المدى الكامل لتنسيق لا يزال غير واضح.