من المؤكد أن تفجير مطار كابول الدموي الذي راح ضحيته أكثر من ١٠٠ من ضمنهم ١٣ من القوات الأمريكية الخاصة الخميس الماضي، خلط أوراق المشهد الأفغاني الجديد في حقبة طالبان، الذي كان يتجه نحو تشكيل حكومة موسعة، وإنهاء مأساة اللاجئين في مطار كابول مع قرب انتهاء بقاء القوات الأمريكية بنهاية يوم ٣١ أغسطس (الثلاثاء القادم). ففي الوقت الذي كانت فيه طالبان تخوض حربا ضد التحالف الذي تقوده أمريكا كانت تشن حربا في الوقت نفسه منفصلة وموازية ضد التنظيم المنافس. ويؤكد المراقبون أن المرحلة القادمة ستكون أكثر دموية بين طالبان وداعش خراسان، الأمر الذي قد يؤخر ترتيبات حركة طالبان في تشكيل الحكومة الموسعة بعد ٣١ أغسطس. إلا أن خبراء أفغانا يعتقدون أن ظهور داعش خراسان في هذا التوقيت قد يكون واحدا من الأسباب التي قد تدفع المجتمع الدولي وبخاصة أمريكا لدعم طالبان.
وخلال الأيام الماضية، عاد تنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان إلى الأضواء، وكانت البداية مع تحذيرات من شن هجمات إرهابية في العاصمة كابول، وسرعان ما وقعت تلك الهجمات مخلفة حصيلة ثقيلة. وتبنى داعش في أفغانستان، الذي يعرف باسم «ولاية خراسان»، التفجيرين الداميين اللذين وقعا خارج مطار كابول، مما أسفر عن مقتل 72 شخصا، من بينهم 13 جنديا أمريكيا. وطالما اعتبر «داعش خراسان» حركة طالبان غير متمسكة بـ«تعاليم الإسلام»، تناقلت وسائل إعلام أفغانية يتهم «داعش خراسان» حركة طالبان بأنها «شريكة الجيش الأمريكي» وتساعده على «إجلاء جواسيسه» من أفغانستان. وفي تقرير لها استعرضت صحيفة «وول ستريت جورنال» جانبا من الحرب المخفية بين طالبان وما يعرف بولاية خراسان التابعة لتنظيم داعش، حيث أوضحت أن زعيم التنظيم أبو عمر الخراساني كان قبل يومين من مقتله ينتظر في زنزانة قذرة بسجن أفغاني جلاديه. واعتبر الخراساني في تصريح للصحيفة أن تقدم طالبان العسكري نذير للتغيير. وأضاف «سيفرجون عني لو كانوا مسلمين جيدين».
وعندما سيطرت حركة طالبان على العاصمة كابول، منتصف الشهر الجاري، أطلقت الحركة عدداً من المعتقلين من سجن بولي شاركي والذي كانت التقارير تفيد بأنه يضم معتقلين من تنظيم داعش وطالبان.. ويعتبر التنظيم تحدياً رئيسياً لسيطرة حركة طالبان على أفغانستان وتغييرا في بوصلة الأحداث الداخلية.. وبحسب مصادر أفغانية فإن طالبان أوصلت للقيادة العسكرية الأمريكية في مطار كابول قبل ٢٤ ساعة من وقوع تفجير المطار حذرت فيها عن احتمالات حدوث أعمال إرهابية داخل المطار، وبدورها، أبلغت واشنطن الحكومات الغربية مواطنيها وطالبتهم بالابتعاد عن المطار، بسبب معلومات عن تهديد وشيك بشن هجوم من قبل تنظيم داعش، وعلمت «» أن تفجير المطار سيؤدي إلى أن تستعجل الحركة في تشكيل الحكومة الموسعة.