إن الدين من الأمور الشائكة في الإسلام، فنجد آية الدين في القرآن الكريم تتحتل صفحة بأكملها من سورة البقرة، كما انها أكول آيات القرآن، لما لهذا الأمر من أهمية، واستنادًا إلى كتاب الله وسنة رسوله فإن الأصل إعطاء كل ذي حق حقه، ومن هنا نتعرف إلى ما حكم الدين الذي مر عليه زمن طويل من القرآن والسنة وآراء أهل العلم.. فتابعونا.
ما حكم الدين الذي مر عليه زمن طويل
إن سداد الدين الذي مر عليه زمن طويل يرتبط عادة بتغيير قيمته النقدية، وهنا اختلف أهل العلم، هل يرد الدين كما هو، أم يرد بعد تغير قيمته؟ فجاءت الآراء الفقهية كما يلي:
- فضل الحنفية، والشافعية، والحنابلة والملكية وجوب آداء نفس النقد المحدد دون زيادة أو نقصان.
- في حين ذهب بعض من الحنفية إلى وجوب آداء القيمة النقدية الذي طرأ عليها غلاء أو رخص.
- أما الرهوني في المالكية قال أن التغيير إن كان كبيرًا وجب آداء قيمته الذي طرأ عليها التغيير.
- وأخيرًا، نذكركم بقول النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن خياركم أحسنكم قضاء”.
رواه البخاري ومسلم.
للمزيد، طالع: حكم قضاء الدين بزيادة دون اشتراط ذلك
الدين في القرآن
ونذكركم بآية الدين في القرآن الكريم، وآية الدين أو المداينة هى الآية رقم 282 من سورة البقرة، وهى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ
كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ
الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا
أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ
مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ
تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا
أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ
أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا
تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ
بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
حديث دعاء قضاء الدين
وفي السنة النبوية وردت بعض الأحاديث لدعاء قضاء الدين، وهى:
-
في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو عند النوم: اللهم
رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب
والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت
آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء،
وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقضِ
عنا الدين، وأغننا من الفقر. -
وعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ: أن مكاتباً جاءه، فقال: إني قد
عجزت عن كتابتي فأعني، قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله
صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل ثَبير ديناً أداه الله عنك،
قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن
سواك. رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه الحاكم وحسنه الأرناؤوط والألباني.
عقوبة المماطلة في سداد الدين
-فيديو مناسب للباقة-
ما حكم من عليه دين ولا يستطيع سداده
إن من عليه دين ولا يقدر على رده، وعُرف أنه معسر، لايجوز أن يُحبس أو يستعمل مقابل المال الذي عليه، وذلك استنادًا إلى ما يلي:
-
قال الله تعالى: (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا
خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة:280]. -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مطل الغني ظلم“
-
روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أخذ أموال الناس يريد أداءها
أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله“.
وننصحكم، إن دار الإفتاء المصرية تتيح للجميع فرصة الاستفسار عن أي سؤال عبر الخط الساخن 107، كما يمكنك إرسال سؤالك عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية، وسيجيب عليك نخبة من المتخصصين.
ومن هنا نكون قد تعرفنا إلى ما حكم الدين الذي مر عليه زمن طويل من القرآن الكريم والسنة النبوية، والآن: إن كان لديك أي استفسار آخر شاركنا في تعليق.