| «مبنحبكش».. أول كلمة في حكاية تعذيب طفل من والده: كان بيدوس على وشي

ربط قدميه ورجليه بطريقة محكمة، وألقاه على الأرض في حظيرة المواشي، ثم أمسك سلك كهرباء ليضرب به ابنه وفلذة كبده، دون مراعاة لصراخ الطفل من شدة الألم، متجردًا من كل سبل الإنسانية لدرجة أنه وضع قدمه فوق رأسه، ليكتم على أنفاسه من شدة صراخ الطفل صبري علي، 11 عامًا، وذلك بسبب هروبه المتكرر من البيت.

تربى الطفل صبري، في بيت جدته لمدة 10 سنوات، بعد طلاق والديه قبل ولادته، وعاش 10 سنوات، حتى طلبه والده أن يقيم معه، رفقة زوجته وإخوته البنات، ووافق الطفل بكامل رغبته في أن ينتقل لحياة جديدة مع والده في كفر الأشراف التابع لمدينة الزقازيق بالشرقية، ظنًا منه أنه سيعامله برفق كأي أب.

يحكي «صبري» لـ «»، تفاصيل ذهابه إلى بيت أبيه عندما طلب منه ذلك منذ عام، موضحًا أن أول جملة قالها له والده عندما دخل إلى البيت: «إحنا مابنحبكش بس أنا جبتك هنا عشان أكون ريحت ضميري»، مؤكدًا أنه كان منبوذًا من جميع الموجودين في البيت، إلا أخوته غير الأشقاء من والده «كانوا بيعملوني كأني شغال عندهم، وبيخلوني أمسح السلم وأنظف الزريبة، وبيغصبوني أروح مشاوير غصب عني، ولما كنت أزهق منهم كنت بهرب لبيت جدتي، وأبويا كان بيرجعني تاني ويضربني».

3 ساعات في حظيرة المواشي

أول أمس استيقظ «صبري»، مفزوعًا في السابعة صباحًا على صوت والده، الذي يأمره أن يفيق ليعاقبه على ما فعله في الليلة الماضي -وهي ليلة هروبه من البيت- فحمله بعنف إلى حظيرة المواشي، وألقاه على الأرض رابطًا يديه وقديمه، وووضع الأب حذاءه أعلى طفله الذي يصرخ، دون أن ينقذه أحد: «سابني 3 ساعات مربوط في الزريبة لحد ما قدرت أقوم، ومارضتش أروح عند بيت جدتي عشان مايرجعونيش تاني، وقررت أروح لخالتي وتاني يوم أخدوني عند جدتي اللي راحت بيا المستشفى وعملوا كل الإجراءات».

«صبري»: كان بيفرق بيني أنا وإخواتي

«أنا غبي إني سبت ستي».. جملة قالها «صبري» واصفًا نفسه بالغباء بعد قراره بترك بيت جدته، مؤكدًا أنه والده كان يفرق بينه وبين وإخوته: «كان بيجيب حاجات لأخواتي وأنا يحطلي علبة جبنة، أكلت أو مأكلتش مايفرقش معاه».

حديث الطفل صبري أكده خاله أحمد محمد، الذي أكد تحرير محضر في قسم شرطة بنهباي بالزقازيق، يتهم فيه الأب بتعذيب، خاصة بعد إجراء الكشف الطبي الذي ثبت تلقى الطفل لعدة كدمات متفرقة في جسده، ويحمل الرقم محضر 2/240.