على ارتفاع يصل إلى 20 مترًا، وقف أحمد ماهر، 30 عامًا، رفقة زميلين معه في العمل، على «ونش» ليعلقوا لافتة إعلانية بجانب الطريق، ليراها المارة أثناء سيرهم، وبطريقة مفاجئة سقط الشباب على الأرض، بعد كسر «الونش»، لينتقلوا إلى المستشفى، إثر إصاباتهم البالغة التي تعرضوا إليها.
القصة تاريخها يرجع إلى شهر فبراير من العام الماضي، ولكن سبب ظهورها الآن هو حال «أحمد»، أحد المصابين المبتورة قدمه بعد أن سقط على الرصيف، ويعيش عامًا كاملاً لا يخرج من بيته، من الصدمة التي يشعر بها بعد أن فقد ساقه.
عام من الجلوس في البيت
«كنت شغال على ونش مع مقاول، وأحنا بنعلق اليافظة الونش سقط، وصاحب الونش في البداية كانت بيهتم بيا، وبيدفعلي مرتب ألف جنيه كل شهر، وكان واعدني يجيبلي رجل صناعي»، قالها «أحمد» لـ «»، مؤكدًا أن صاحب «الونش» انقطع عن إعطائه المرتب الشهري منذ 5 أشهر، حتى قرر استئجار «توكتوك»، يعمل عليه كسائق في منطقة أوسيم بالجيزة: «لما زهقت من القعدة في البيت خرجت اشتغل على توكتوك عشان أصرف على أخويا الصغير وأمي، بس من يومين صاحب التوكتوك أخده مني ورفض يشغلني عليه».
معاناة «أحمد»: كنت بقبض 6 آلاف جنيه
فضلاً عن معاناة «أحمد»، بعد فقد ساقه، إلا أن البطالة لازمته خلال تلك الفترة، مما جعله يرجع للمقاول من جديد، ويطالبه بتعويض عن ما تسبب له، ولكن الأخير ظل يتهرب منه رافضًا التحدث معه: «كنت بقبض معاه 6 آلاف جنيه، بس دلوقتي مابقدرش حتى أجيب نصهم، وطلبت منه يعملي مشروع أو أي كشك أكل منه عيش».
يأمل «أحمد»، في توفير أي مصدر رزق يمكنه من توفير مصاريفه الشخصية، مطالبًا المسئولين بالإستجابة إليه، بعد أن فقد قدميه أثناء عمله، وسيعيش كل حياته من دونها.