حالة واسعة من الجدل سيطرت على آلاف السكان في بريطانيا بعد إعدام حيوان أليف، ورغم اعتراض مالكته على حكم الإعدام وإقامتها شكاوى ودعاوى قضائية إلا أن كل ذلك لم يشفع للحيوان الأليف «جيرونيمو»، لتنهي الحكومة حياته منذ 4 أيام.
«جيرونيمو» هو حيوان أليف من نوع «ألباكا» كان يعيش مع مالكته وتدعى هيلين ماكدونالد في مزرعة بجنوب «جلوسيسترشاير» البريطانية، وهو مستورد من نيوزيلندا، وبعد فترة أصيب الحيوان بمرض سل البقر، ما دفع وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية لعزله تماما، وعندما استمرت إيجابية عيناته لمرتين على التوالي، تم إصدار قرار بإعدامه نظرًا لقدرته على عدوى الآلاف من الحيوانات الأخرى، بحسب صحيفة «ذا صن» البريطانية.
«جيرونيمو» أصيب بالسل بالبقري مرتين
تم جلب «جيرونيمو» في عام 2017 إلى بريطانيا، وأصيب بالسل البقري في شهري أغسطس ونوفمبر من نفس العام، وتم عزله عن بقية القطيع في المزرعة، ما جعل الحكومة تتقدم بطلب للحصول على أمر من المحكمة في يوليو عام 2018 لإبادته، ولكن مع اعتراض المالكة، تم وقف تنفيذ حكم الإعدام مع إعطاء مهلة نهائية حتى نهاية أغسطس الماضي.
في مارس عام 2019 عُقدت جلسة استماع بالمحكمة بعد أن فازت «هيلين» بالحق في مراجعة المحكمة العليا بلندن لنظر القضية، وزعمت أن خبراء وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية اعتمدوا على أدلة خاطئة وأن الاختبار المستخدم كان معيبًا، وحيوان ألباكا بصحة جيدة لتبدأ سلسلة طويلة من النزاعات القضائية.
مالكة الحيوان تخسر الدعاوى القضائية
وبحسب «بي بي سي» البريطانية، تم رفض القضية في يوليو 2019، ولكن المالكة لم تيأس حيث قدمت طلب استئناف وإصدار أمر بمنع الإعدام لحين موعد جلسة الاستنئاف، وفي 29 يوليو 2021، تم رفض القضية مرة أخرى، وبعد خسارة الاستئناف في 18 أغسطس، لجأت «هيلين» لإنشاء عريضة لمنع ذبح «جيرونيمو»، ووقَّع عليها أكثر من 140 ألف شخص، مطالبين بوريس جونسون بوقف القتل، ولكن القاضي أصدر مذكرة إعدام ثانية لتكتب نهاية الحيوان الأليف.
إعدام الحيوان الأليف في 31 أغسطس 2021
ووصل موظفو وزارة الزراعة في 31 أغسطس الماضي إلى المزرعة وهم يرتدون سترات زرقاء ونظارات واقية وأقنعة، وأخذوا «جيرونيمو» إلى شاحنة بها مقطورة خاصة لتنفيذ الحكم وسط حراسة مشددة، وتم بث مشهد نقله إلى الشاحنة عبر الإنترنت ما أثار غضب وحزن الكثيرين، حيث كان المتظاهرون الذين تجمعوا لوقف إعدام الحيوان، يخيمون في المزرعة لمحاولة منع المسؤولين من الوصول لقتله، وشوهد البعض يتحدثون إلى الشرطة أثناء إبعاد الحيوان، ولكن الحكم تم تنفيذه بعد نقل الحيوان مباشرة.
وقال متحدث باسم وزارة الزراعة، إن فحص جثة الحيوان ودراسة عينات الأنسجة سيجريهما أخصائيو الأمراض البيطرية من وكالة صحة الحيوان والنبات وقد تستغرق العملية ما يصل إلى ثلاثة أشهر.