| مرض جلدي حول حياته لمأساة.. «أحمد» يحارب نظرات التنمر بالتفاؤل

من رحم المعاناة يولد الأمل، شعار رفعه أحمد أسامة ليكون مبدأه في الحياة، فمنذ الصغر تعرض لمرض جلدي جعل مظهره مختلفًا عن الآخرين ليتعرض لمواقف عديدة من التنمر، ولكنه وجد نفسه محاطًا بحب ورعاية أسرته، خاصة والده ليكتشف أن مرضه ميزة خاصه منحه الله سبحانه وتعالى بها ليكون مصدر طاقة إيجابية للآخرين.

يروي «أحمد» البالغ من العمر 25 عامًا أنه ترك التعليم منذ كان في الصف الثاني الإعدادي، نظرًا للتنمر الذي واجهه فمنذ كان في عمر 8 أشهر أصيب بمرض جلدي حميد وأجرى نحو 12 عملية، فترك التعليم ليعمل مع والده في مهنة السباكة: «والدي سباك وعنده محل صيانة في الزقازيق، وكان بيخدني بعد الفسحة في المدرسة معاه يعلمني الشغل وإزاي اعتمد على نفسي وأكون قوي وأواجه المجتمع والناس لأن مفيش اختلاف ما بيني وبين حد كلنا بشر، وهو كان شايفني بتأذي من نظرات الناس بس علمني إن ربنا خلى شكلي مميز ومهتمش بكلام حد».

أحمد: والدي سر نجاحي في الحياة

أسئلة متكررة يواجهها الشاب العشريني يوميا بسبب مظهره، إذ لا يتقبل الكثيرون وجوده بالمجتمع ولكن بفضل الله ووالده بعد ذلك تعلم مهنة السباكة سريعا وأصبح متميزًا بها: «كل يوم أصحى الساعة 10 أروح المحل مع أبويا واتعاملت مع ناس من جنسيات مختلفة وأبويا كان حريص يديني ثقة في نفسي، وحاليا أنا اللي بباشر المحل لأن والدي مريض سكر وكبير في السن، وهو علمني كتير أوي وانا مدين ليه بالفضل»، بحسب حديثه لـ«».

أحمد حول معاناته إلى طاقة إيجابية ومصدر إلهام للآخرين 

وبسبب التعرض إلى التنمر نتيجة للمرض الجلدي، قرر «أحمد» أن يحوّل مأساته إلى مصدر إلهام وينصح الآخرين بتحدي الظروف ومواجهة ضعفهم والتعامل مع إعاقاتهم أو مرضهم على أنه قوة وميزة يمنحها الله لمن يحبهم، وأن يكون بمثابة الضوء وسط الظلام ويعطي الدعم النفسي للآخرين: «ناس كتير تواصلت معايا واشتكوا لي من التنمر ووصلت إلى أنهم مش بيخرجوا من البيت، وأنا قررت أساعدهم وأحفزهم، ربنا بيعوض في شئ تاني ومش بيدي ابتلاء إلا لما يكون عارف أن الشخص قده، والآباء ووعوا أولادكم وربوهم صح».