من جانبه، أثار الإعلام الهندي مؤخرا مزاعم بمشاركة باكستان في معركة بنجشير، عبر استخدام طائرات دون طيار وتقديم معلومات استخباراتية للحركة، وهو الأمر الذي نفاه السفير الباكستاني في الرياض بلال أكبر في مكالمة هاتفية مع «»، مؤكدا أنه لا يوجد لباكستان أي أجندة سرية أو خفية في أفغانستان. وأضاف السفير بلال أن إسلام أباد تدعم الأمن والاستقرار في أفغانستان دون أي تدخل في شؤونها الداخلية، مشيرا إلى أن أفغانستان دولة جارة ويهم إسلام أباد أن ينعم شعبها بالأمن والاستقرار. واعتبر السفير بلال أن ما يبثه الإعلام الهندي ما هو إلا اختلاق وكذب ولا يمت للحقيقة بصلة.
وتزامنت مزاعم الإعلام الهندي مع زيارة خاطفة قام بها رئيس الاستخبارات الباكستانية (ISI) الجنرال فيض حميد إلى كابول، التقى خلالها مع قيادات طالبان، حيث ربط هذه الزيارة بتقديم دعم باكستاني استخباراتي للحركة، إلا أن السفير بلال رد على ذلك قائلا «زيارة الجنرال فيض حميد إلى كابول تمت في وضح النهار وأمام مرأى الإعلام»، مؤكدا أن باكستان ليس لديها ما تخفيه. وتابع قائلا «باكستان تأمل أن يتم تشكيل حكومة تضم جميع الأطراف والمكونات الأفغانية». وكان رئيس الوزراء عمران خان قد قال في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست مؤخرا إن باكستان ترغب في إيجاد تسوية سياسية واستقرار وتنمية اقتصادية ورفض أي ملاذ للإرهابيين، مضيفا أن التاريخ أثبت أن أفغانستان لا يمكن السيطرة عليها من الخارج. وتَمرّ أفغانستان بمجموعة من التحولات الجيوستراتيجية، ويتقاذفها عدد من القوى الدولية والإقليمية. ولعبت باكستان أدوارا تاريخية لإحلال السلام في أفغانستان دون أي تدخل في شؤونها. فيما قال وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، إن بلاده ستعترف بحكومة طالبان الأفغانية، عندما يحين الوقت المناسب، وفق الاتفاقات الدولية والحقائق على أرض الواقع. ووظفت الهند الساحة الأفغانية كمسرح لإدارة الصراع مع باكستان من دعم عملائها في أفغانستان لإثارة بلبلة داخل باكستان. وتاريخياً مثّلت أفغانستان ساحةً مهمة للتنافس بين دول الجوار، حيث سعت إلى توسيع دوائر نفوذها داخل أفغانستان. واعتمدت الهند على حلفائها من مكونات تحالف الشمال السابق، وخاصة الطاجيك والأوزبك. كما نجحت في توسيع دورها خلال مرحلة ما بعد الحرب من خلال دعمها للحكومة الأفغانية والجيش الأفغاني في فترة حكم أشرف غني.