حزن بدا على ملامحه الطفولية، بينما شرد بذهنه، وتساءل: «هل أستسلم للحياة، هى اللى تتحكم فى مصيرى، وأسيب نفسى للقدر أنسب له كل فشل؟ لا أنا مش هقف مكانى عشان شوية مشكلات».
لطالما وضع «علاء نبيل»، رأسه على الوسادة فى نهاية كل يوم، وفى ذهنه تساؤلات عديدة تؤرقه، سرعان ما يحاول الهروب منها، فيتذكر كل عوامل الإحباط التى يتعرض لها خلال يومه، ومواجهته لها بعزيمة قوية، وإصراره على الاستمرار، ليثبت للجميع أنه قادر على التحدى، هكذا حكى لـ«».
«علاء» شاب عشرينى، يعيش بملامح طفل، حيث يعانى من متلازمة «قزامة نخامية»، أى نقص فى هرمون النمو كما شخصه الأطباء، ويعمل كـ«شيف حلوانى» متميز فى صنعته.
وعن حياته يقول الشاب البالغ من العمر 29 عاماً، إنه تخرج فى معهد سياحة وفنادق، وخلال فترة الدراسة عشق مهنة صناعة الحلوى، وبمجرد التخرج بدأ المعاناة: «للأسف لما بقدم على شغل الناس بترفضنى أول مايشوفونى عشان شكلى، من غير حتى ما يشوفوا شغلى»، ناهيك عن التنمر الذى تعرض له من زملائه ومعاملته كطفل على سبيل السخرية، لكنه لم يستسلم: «قعدت أفكر وعاتبت نفسى، هو أنا هوقّف حياتى وهعيش فى عزلة عشان مجرد كلام! لازم المجتمع يرتقى أكتر، ويفهم يعنى إيه اختلاف».
وتابع «علاء»: «بقيت أعرف أتصدى لأى نوع من السخرية، سواء فى الشغل أو فى الحياة عموماً، وبنصح كل شاب بيعانى من مشكلات فى حياته، سواء كانت جسدية أو نفسية، إنه مايوقفش حياته بحجة الظروف.. أنت قادر تقهر الظروف، وتواجه كل شىء صعب بعزيمتك وإرادتك».
ويختتم الشيف حديثه، قائلاً: «لفّيت فى كذا مكان أدوّر على شغل، ولما يئست نزّلت منشور على فيس بوك، عرضت فيه صور لشغلى، وبفضل الله ناس كتير كلمتنى وجالى عروض، وحالياً أنا شيف متميز وشغلى يشهد لى».