الدكتورة الصيدلانية رنا محمد علاء الدين
«عليكي بإيه قلة القيمة دي، ومال الصيدلة ومال البلالين» عبارات وكلمات من السخرية كانت ومازالت تسمعها الدكتورة الصيدلانية رنا محمد علاء الدين، طوال الوقت من البعض حين يعلمون أنها تعمل في تنظيم وتصميم ديكورات المناسبات بالبالونات، إلى جانب كونها بالأساس صيدلانية بالمستشفى العام بمحافظة سوهاج.
لكنها ورغم الأثر السيئ الذي تتركه بداخلها هذه العبارات من السخرية إلا أنها لا تنبه إليها ولا توقفها عن ممارسة شغفها وحبها لهذا العمل، في محاولة منها أن تصنع البهجة والفرحة لأصحاب المناسبات الذين يلجؤون إليها لتنظيمها، كون هذا أكثر ما يسعدها بتلك الحكاية، حسبما تؤكد الدكتورة الصيدلانية.
رنا محمد علاء الدين، خريجة كلية صيدلة جامعة أسيوط، وتعمل صيدلانية بالمستشفى العام في سوهاج، وزوجة وأم لطفلين، شغفها وحبها للبالونات بدأ منذ سنوات طويلة، فكلما كانت تشاهد أي ديكورات مصنوعة من البالونات، كانت تنبهر بها لدرجة كبيرة قادرة على طرد أي طاقة سلبية أو شعور سيئ يسيطر عليها، وفق ما ترويه «رنا» في حديثها مع «».
«رنا» اعتمدت على نفسها حتى تعلمت
بعدما تخرجت «رنا» من جامعتها تزوجت وعاشت حياة طبيعية مثل أي زوجة ثم أنجبت ابنها الأول «يوسف» وبعدها، ولم تكن لديها أي خطط عمليه سوى تسلم تكليفها كصيدلانية بالمستشفى ومراعاة زوجها وابنها حتى أنجبت طفلها الثاني وسافرت من بعجها رفقة أسرتها إلى المملكة العربية السعودية.
تضيف: «وهناك مكنتش بشتغل، كان عندي وقت كبير فاضي، حاولت استغله في تطوير شغلي بالبالون، وبدأت أبحث عن فيديوهات تعليم لكيفية تطويعه، لأن الموضوع طلع أكثر من بالونات بتتنفخ، أنا شفت مجسمات كاملة بتتعمل من البالونات، وأن الموضوع محتاج دقة وصبر».
الزوج والأسرة والأهل والأصدقاء.. الجميع دعم «رنا»
وبعد أن تعلمت وطورت من عملها بالبالونات وعادت من السعودية، بدأت تفكر بشكل جدي في احتراف هذا العمل الذي تحبه بشغف كبير، وكانت البداية ببعض الديكورات التي نفذتها لأصدقائها وأقاربها بدون أي مقابل، فقط لتمارس شغفها بهذا المجال، حتى شجعها زوجها وأهلها وأصدقاؤها على احتراف هذا العمل: «قالولي ليه متعمليش كارير حقيقي ليكي بالمجال ده وتعملي تنظيم كامل لديكور الحفلات والمناسبات عن طريق البالونات».
وبالفعل هذا ما أقدمت عليه المرأة الصعيدية وفي ظرف شهور قليلة كانت قد حققت نتائج مرضية للغاية بالنسبة لها، خاصة أنها أيضا تنشر فيديوهات تعليمية لكيفية استخدام البالون في تنظيم الديكورات المختلفة، مستعينة بقدرات شقيقها على التصوير والمونتاج.
وتتابع «رنا»: «عندي فولورز وفانز كتير من برا مصر، وفي كتير بيراسلوني، ويقولو قد إيه إنهم مبهورين بشغلي ودي نعمه من ربنا الحمد لله».
«رنا» طورت من عملها
ورغم النجاح الذي حققته بهذا المجال، إلا أنها لم تكتف بذلك وطورت من عملها بإدخال فكرة جديدة عليه تستهدف فيها تصوير الأطفال إلى جانب ديكورات من البالونات واستعانت في تنفيذ ذلك بمصور محترف، وهو ما كتب له النجاح أيضا: «كانت فكره جميلة لأننا كنا بنشوف تلقائية وفرحة الأطفال بديكوراتنا كأننا دخلنا لعالمهم الخيالي البالونات».
«رنا» تحلم بالاستمرارية
وتأمل «رنا» أن تواصل عملها بهذا المجال، وألا تتسبب كلمات السخرية التي تتلاقها في يوم من الأيام أن تبتعد عن هذا العمل وتكتفي بعملها كصيدلانية، لأن الأمر بالنسبة لها أكبر بكثير مما قد يتخيل البعض: «أنا بحس بشعور جميل لما ببقى جزء من فرحة الناس بيوم مهم في حياتهم».
وتعترف الصيدلانية في نهاية حديثها مع «» بالفضل الكبير والدعم الذي تتلقاه دائما من زوجها ووالداها ووالداتها وحتى أولادها الذين يمثلون مصدر إلهام دائم لها، وكذلك أصدقائها التي نبهت أنهم يمنحوها دفعة تشجيعية للأمام دائما وكانوا العامل الرئيسي في استكمالها لمشوارها بهذا المجال حتى الآن.