في الأول من سبتمبر الجاري، كانت أسرة المهندس أحمد عاطف على موعد مع السعادة، فزوجته كانت تستعد لوضع مولودها الثاني، بينما كان المهندس يستعد لهذا اليوم السعيد أيضا بتدبير نفقات الولادة، حيث تواصل مع صديق له، لتجهيز موعد مناسب للذهاب إليه والحصول على أموال خاصة بعملية ولادة زوجته، لكن كل هذا انقلب في لحظات، بعد أن خرج عاطف من منزله، ولم تجد أسرته طريق جرة إليه، فقد اختفى تماما من قريته ميت عنتر، التابعة لمركز طلخا بالدقهلية، وبعد مرور 11 يومًا على اختفائه وجدوه جثة هامدة تطفو على مياه النيل.
اللحظات الأخيرة في حياة المهندس المختفي قبل وفاته
وفي القرية الصغيرة، أصبحت واقعة اختفاء المهندس أحمد عاطف، حديث الجميع، خلال الأيام الماضية، بعد اختفائه فجأة دون سابق إنذار قبل ولادة طفله الثاني، ثم العصور على جثته.
وعن اللحظات الأخيرة في حياة زوجها قبل اختفائه، تقول دعاء عبد العزيز، زوجة الراحل، إنه خرج للحصول على أموال من صديق له كانت تخص زوجها: «خرج واتاخر بالليل، وكلمني وقال لي إن العربية عطلت بيهم على الطريق وبيصلحوها، وهيرجع البيت على طول».
وبعد أقل من 30 دقيقة، اتصلت الزوجة بزوجها للاطمئنان عليه، ومعرفة ما وصلت إليه الأمور، ففوجئت بهاتفه مغلقا، ولم يظهر منذ ذلك الحين، إلى أن عُثر على جثته اليوم السبت، طافية فوق مياه نهر النيل، أسفل كوبري جامعة المنصورة، وذلك بعد 11 يومًا من اختفائه.
قرية ميت عنتر تتشح بالسواد
واتشحت قرية ميت عنتر بالسواد بعد إعلان خبر وفاة المهندس أحمد عاطف، ووصول جثمانه، كما شيعت الجنازة بعد صلاة العشاء الليلة.
وقبل العثور على جثة المهندس بساعات، كانت زوجته نشرت عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» منشورًا عبرت فيه عن حبها لزوجها وعدم تحملها غيابه، واعتبر البعض ما كتبت الزوجة منشور وداع من زوجته.
زوجة المهندس المختفي تودعه برسالة مؤثرة
وقالت دعاء في منشورها: «11 يوم النهاردة وإنت بعيد عن العين، لكن مش بعيد أبدًا عن بالي وقلبي يا حبيبي، 11 يوم لا شوفتك ولا سمعت صوتك من آخر مكالمة قبل ما تغيب».
ووضعت الزوجة المكلومة، طفلهما الثاني بعد ساعات من اختفاء زوجها، مضيفة في رسالة الوداع: «نفسي أشوفك ونفسي تشوف كنان، وسليم بكره هستلم شهادة ميلاده وإمبارح المفروض كان سبوعه، والله بسبب غيابك ما خدت بالي إن سبوع سليم كان إمبارح».
وكان طفلهما الأكبر «كنان» الذي يبلغ من العمر سنتين ونصف ينتظر عودة والده قائلة: «كمان بقى مع كل اتصال يقول لي بابا بيرن.. ما هو متعود إنك لو بره بتكلمنا».
وأنهت الزوجة الرسالة الأخيرة قبل إعلان وفاة زوجها: «يا رب ارحمني برحمتك ورجعهولي ورجعه لولاده وأهله يا رب، إن كان اختبار فأنا مش قادرة أتحمل.. يا رب قر عيني برؤيته سليم معافى يا رب».