| ضمن نشاط تحفيزي بالحديقة.. حيوانات الجيزة تستمتع بـ«مص القصب»

أمسك «الشامبانزي» بعود القصب، وأخذ يقشره ببراعة ويلتهمه بنهم، غير عابئ بنظرات زائري الحديقة المتفحصة وإشاراتهم من خارج القفص، فما يشغله فقط هو الاستمتاع باللحظة، والارتواء بالسائل الغنىّ بالسكر.

«يوم القصب» هو ما استمتعت به حيوانات حديقة الجيزة السبت الماضي، ضمن نشاط تحفيزي تقوم به دينا ذو الفقار، الناشطة في مجال حقوق الحيوان، بالتعاون مع حديقة الحيوان، تزامنا مع بداية موسم القصب، ذي الفائدة الكبيرة للحيوان والمحبب لهم أيضا.

دينا ذو الفقار: برامج تحفيزية للحيوانات منذ عام 2008

بحماس وسعادة تحكي «ذو الفقار» عن اليوم التحفيزي: «نقوم منذ عام 2008 بعمل برامج تحفيزية للحيوانات، بالتعاون مع حديقة الحيوان، وهى برامج معتمدة عالميا، حيث إن الحيوان في الأسر محدد المبيت، ويُقدم له الطعام جاهزا، على غير حاله في الطبيعة، حيث يقضى أكثر من 70% من وقته في البحث عن الطعام، لذلك من ضمن البرامج التحفيزية التي نقوم بها، إخفاء الطعام في بعض المتعلقات ثم تقديمه للحيوان، حتى يبحث عنه ويشعر بسعادة، فنخفى حبات الخيار داخل ورق شجر، أو فاكهة فى زجاجات بلاستيكية، أو فيشار داخل علبة كرتونية مغلقة».

تطوعت لتقديم القصب لحديقة الحيوانات

مع انطلاق موسم القصب، قررت «ذو الفقار» تقديمه لحيوانات الحديقة، وتطوعت بنفسها وأحضرته من السوق للحديقة: «بعد أخذ إذن من إدارة حديقة الحيوان، ذهبت إلى سوق الساحل، واشتريت كمية من القصب، تحديداً 20 بشلة، كل بشلة عبارة عن 5 أعواد قصب فى رباط واحد، ثم تحميل الكمية على عربة نقل وتوجهت للحديقة».

استقبل الحيوانات القصب بحفاوة كبيرة، خاصةً أنه يحتاج إلى تقشير وبذل جهد قبل التهامه، وتم تقديمه لبعض الحيوانات مثل القردة، والجِمال، والدببة، والحصان، بحسب «ذو الفقار»: «تم تقسيم العود بالنصف وإلقاؤه للحيوان، باستثناء الشامبانزي يأخذ العود كاملاً»، مشيرة إلى أنها كانت توقفت عن عمل البرامج التحفيزية في حديقة حيوانات الجيزة منذ انتشار وباء «كورونا»، لكن موسم القصب حمَّسها لمعاودة النشاط.

تقوم «ذو الفقار» بجولة في الحديقة، الأحد، من كل أسبوع، لمدة ساعتين من 10 إلى 12 ظهراً، لعمل برامج تحفيزية للحيوان، ويمكن لأى زائر أن يقوم بالجولة معهم، ويمنح هدايا تحفيزية للحيوانات: «ليس شرطاً أن نقدم لها الطعام، فالحيوانات تفرح أيضاً بلعب الأطفال، كما يعشق الشامبانزي المجلات ذات الصور الملونة».

القِردة سعيدة بـ«غزل البنات»

تتذكر «ذو الفقار» فرحة القِردة بـ«غزل البنات» الذى سبق أن قدمته إليها فى إحدى السنوات: «بائعو غزل البنات منتشرون أمام الأقفاص، والحيوان يشعر بالرغبة فى تناوله، وبعد الاتفاق مع الحديقة قمنا بتقديمه لها، واستمتع القردة جداً بها».

رغم فوائد البرامج التحفيزية للحيوان، أكدت «ذو الفقار» أنه غير المسموح لأى زائر للحديقة إلقاء ما يحلو لهم للحيوان، أو الاقتراب منه، إلا فى وجود «الكلاف» أو الحارس الخاص به، حرصاً على سلامة الحيوان والزائرين.