ابتعد عن الحياة تمامًا منذ كان في الثامنة من عمره، قبل أن ينعزل مع والده وأشقائه في منطقة بعيدة، وظل كذلك لأكثر من 40 عامًا، وبعد عودته إلى المجتمع فارق «هو فان لانغ»، الشهير باسم «طرزان»، الحياة، بعد معاناته مع مرض سرطان الكبد، وكأن القدر يعانده ويأبى أن يعيش كأي شخص طبيعي.
حياة بدائية في الغابة
كان هو فان لانغ، البالغ من العمر 52 عامًا، ولديه 4 أشقاء، يعيش حياة بدائية للغاية في غابة بمنطقة «تاي ترا» بمقاطعة «كوانج نجاي» الفيتنامية، فمنذ كان في عمر الثامنة اندلعت الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وفيتنام عام 1972، ونتيجة لقذف القنابل المستمر، توفيت والدته واثنين من أشقائه، ليهرب مع والده مع شقيقيه المتبقين إلى إحدى الغابات المنعزلة، وظل فيها طوال حياته ليلقب بـ«طرزان» بسبب تشابه حياته مع الفيلم الشهير.
«طرزان» يتناول رؤوس الفئران والحيوانات البرية
اعتاد «طرزان» على تناول رؤوس الفئران والحيوانات البرية عبر أدوات صيد بدائية، وانعزل عن البشر تمامًا حتى أنه لم يكن يدرك أنه هناك جنسا آخرا من البشر وهو النساء، إذ أخفى عنه والده تلك الحقيقة؛ إذ أعتقد الأخير أن حياتهم في الغابة دائمة، بحسب صحيفة «ديلي ستار» البريطانية.
وفي عام 2015، كتب الصحفي الأسترالي «ألفارو سيريزو»، عن قصة الأسرة المنعزلة وكونهم يعشيون على الحيوانات والزواحف ورؤوس الفئران والثعابين، ونقلت مؤخرًا إلى قرية حضارية بسيطة ليشعروا بالصدمة إزاء وجود حضارة، ونجاة البشر من كارثة الحرب في السبعينات.
واعتاد «طرزان» على التعامل مع الجميع مثل الأطفال، أي لا يفرق بين الخير والشر أو حتى النكات المضحكة والحديث الجاد: «كان يتكيف بسعادة مع حياته الجديدة وأحب بشكل خاص رؤية الحيوانات تتعامل مع الناس، وهو تغيير كبير عن حياته في الغابة»، بحسب شقيق الراحل.
صديق طرازان: تناول الأطعمة المصنعة وشرب الكحول أثرا بشدة عليه
وتوفي «هو فان لانغ»، الذي عاش في الغابة الفيتنامية لمدة 40 عامًا، بسبب سرطان الكبد، عن عمر يناهز 52 عامًا، يوم الاثنين الماضي، وقال صديق الراحل ويدعى «ألفارو سيريزو»: إن عيش «طرزان» حياة عصرية ربما كان له عواقب وخيمة عليه، بعد أن بدأ في تناول الأطعمة المصنعة وأحيانًا شرب الكحول، مضيفا: «أنا حزين جدًا لرحيله، لكن بالنسبة لي، فإن وفاته هي أيضًا راحة لأنني أعلم أنه كان يعاني في الأشهر الماضية، لقد كان إنسانًا جميلًا، سيكون من المستحيل نسيانه، وسأفتقده كل يوم».
وتابع «ألفارو»: « لم أحب رؤيته يعيش في الحضارة، كنت دائمًا قلقًا من أنه وجسده لن يكونا قادرين على التعامل مع مثل هذا التغيير الجذري، منذ أن ترك الغابة من ثماني سنوات».