علامات الدهشة والفخر ارتسمت على وجوههن خلال جولتهن بمتحف المركبات الملكية، تأملن المركبات المختلفة، التى ترجع إلى عصر أسرة محمد على، انبهرن بالطراز المعمارى الفريد للمتحف، وشعرن بمتعة كبيرة نادراً ما يصادفنها فى الواقع المعيش، بما يحمله من هموم وتحديات، وما إن انتهت الجولة، كن على موعد آخر مع المتعة بخوض ورشة تدريبية لتعلم صناعة المشغولات الجلدية، ضمن مبادرة ترفع شعار «هنساعدهم رغم الألم».
يستضيف متحف المركبات الملكية، مجموعة من محاربات السرطان، لمدة شهر «من 1 إلى 30 سبتمبر»، يوم «الأربعاء» من كل أسبوع، كنوع من الدعم النفسى، ولتعليمهن فن تشكيل الجلود، ضمن مبادرة خيرية بالتعاون مع جمعية «العالم بيتى»، تحت إشراف نشوى صالح، مؤسس المبادرة، وشيرين سيد، مشرف عام الورشة.
عانت «نشوى» من «السرطان» لسنوات، حسبما حكت لـ«»، مما دفعها لتنظيم الورشة: «باحاول أدعم محاربات السرطان، علشان أنا مريت بنفس تجربتهم من 13 سنة، وعارفة احتياجات المريضة وإزاى أدعمها نفسياً، من خلال تقديم كورسات مفيدة»، لافتة إلى أن الهدف الأهم من هذه الدورات هو مساعدة كل سيدة على افتتاح مشروع صغير، أكثر من كونها وسيلة ترفيهية.
لم تكن ورش العمل الفنية أول انطلاقة للمبادرة، كما أوضحت «نشوى»: «فى اليوم العالمى للسرطان، أطلقنا دعوة بعنوان وجّهى كلمة للسرطان، كمحاولة لتفريغ الطاقة السلبية بالكتابة أو الحكى، وفوجئنا بالمحاربات كتبن كلاماً رائعاً جداً ومؤثراً، جمع بين مشاعر الغضب، والسخط والفضفضة».
جمعت المبادرة كثيراً من السيدات اللاتى يحاربن المرض الخبيث، وفق ما قالته «نشوى»: «معايا سيدات من كل أماكن العلاج فى القاهرة، مستشفى السلام، معهد الأورام، بهية، ومستشفى الدمرداش، وكلهم بيتعلقوا بقشاية علشان يطلعوا همومهم».
من جانبها أوضحت تهانى نوح، المشرف العام على الإدارة العامة للتربية المتحفية لذوى الاحتياجات الخاصة، أن المبادرة تأتى فى إطار الدور الثقافى والتعليمى، الذى تقوم به المتاحف، باعتبارها منارة ثقافية ومؤسسة تربوية تعليمية وترفيهية، تعمل على ربط المجتمع المحيط بها بالمتحف، وعلى هامش الدور الفعال الذى تقوم به الإدارة العامة للتربية المتحفية لذوى الاحتياجات الخاصة.
مراعاة الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس «كورونا»، كانت على رأس اهتمامات القائمين على المبادرة، حسب «تهانى»، مؤكدة أن الفعاليات جاءت تحت إشراف أحمد الصباغ، مدير عام متحف المركبات الملكية، وأمين الكحكى، مدير المتحف.