ملابس متهالكة للغاية، وجه متعب من غدر الزمن وقسوته، أصبح الشارع رفيقه الدائم والحيوانات أحن عليه من البشر، اعتاد على جمع القمامة معتقدًا أنها أموال والعيش داخل غرفة بلا سقف، ولا يعرف من هو أو من أين أتى، كل ما يعرفه أهالي منطقة الجلاء بمحافظة الغربية أنه يجب رعايته والاهتمام به.
يحكي إبراهيم عبد المنعم، البالغ من العمر 54 عاما، أحد أهالي قرية الجلاء، أنه اعتاد على رؤية العجوز المشرد بالمنطقة، ويرجح أنه مصاب بمرض نفسي دون أن يدري ما هو أو سببه: «إحنا ساكنين بقالنا 8 سنين، من وقت ما جينا والراجل ده موجود، هو عنده حوالي 70 سنة، عايش في بيت في دور أرضي من غير سقف، هو مبيقعدش بيغيب فترة ويرجع تاني بس بقاله حوالي سنتين متحركش من المكان، بيجمع القمامة على أساس إنها فلوس».
يجمع القمامة باعتبارها أموالا
يتصرف المشرد بشكل غريب حيث اعتاد على جمع القمامة معتقدًا أنها أموال على طريقة «علي بيه مظهر» الذي لعب دوره الفنان القدير محمد صبحي: «مستحيل حد يقرب من القمامة، لو شاف حد بيشيلها، يزعق ويقول دي فلوسي وانتوا عايزين تسرقوها مني، ومن كتر ما بيجمعها ويحطها في بيته، البيت اتملى قمامة على الآخر، وطلع يعيش قدام البيت»، بحسب حديث «إبراهيم» لـ «».
لا يدري أهالي المنطقة شيئًا عن هوية الرجل أو ما حدث له: «اللي أعرفه إن الراجل ده ليه أخت أكبر منه، لا حول لها ولا قوة، ومحدش بييجي يزوره خالص، والأطفال الصغيرين بيضايقوه، والشباب بتتنمر عليه، بس في ناس بتديله أكل، بياخده ويلم القطط حواليه ويأكلهم معاه».
قدم «عبد المنعم» شكاوى لأكثر من جهة، دون أي استجابة، كل مؤسسة تتهرب من طلب إنقاذ هذا الرجل بأسباب واهية: «المكان مليء بالنفايات والحشرات، وده خطر على السكان اللي عايشين حواليه، وخاصة إن في كورونا، كلمت مؤسسات كتير، منها مؤسسة معا لإنقاذ إنسان، هما موافقين ياخدوه بشرط حد يجيبه، ويكون موافق إنه يجي بكامل إرادته»، يستغيث سكان المنطقة لإنقاذ الرجل وإزالة القمامة في أسرع وقت.