مخاوف إسرائيلية من تأثير قرار FDA على حملة التطعيم بالجرعة الثالثة

عبّر مسؤولون في جهاز الصحة الإسرائيلي، عن مخاوفهم من تأثير قرار اللجنة الاستشارية لوكالة الأدوية الأميركية (FDA) بشأن التطعيم بجرعة ثالثة من لقاح “فايزر” المضاد لفيروس كورونا المستجد، على حملة التطعيم التي أطلقتها وزارة الصحة الإسرائيلية.

جاء ذلك بحسب ما ذكرت التقارير الإسرائيلية الواردة في أعقاب قرار FDA الذي صدر مساء أمس، الجمعة، حول الحاجة لجرعة ثالثة من اللقاح المضاد لكورونا.

وفي هذا السياق، أكد المدير العام لوزارة الصحة الإسرائيلية، بروفيسور نحمان أش، أن المسؤولين في وزارة الصحة الإسرائيلية لم يتفاجؤوا من قرار FDA، مشيرا إلى أن الحالة الوبائية في إسرائيل تختلف عن تلك التي تشهدها الولايات المتحدة الأميركية.

من جانبه، شدد وزير الصحة الإسرائيلي، نيتسان هوروفيتس، على أن الجرعة الثالثة فعالة في مكافحة سلالة دلتا للفيروس، وذلك في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في “تويتر”، مشيرا إلى وثيقة صدرت عن خبراء وكالة الأدوية الأميركية، تؤيد ادعاءه.

وجاء في تغريدة هوروفيتس أن “وثيقة قدمها خبراء وكالة الأدوية الأميركية تنص بشكل لا لبس فيه على أن إسرائيل هي دليل واضح على أن جرعة ثالثة فعالة في مكافحة سلالة الدلتا: فهي ترفع مستوى الحماية لدى جميع الفئات العمرية التي تلقت اللقاح وهو آمن وبدون آثار جانبية كبيرة مقارنة بالجرعة الثانية”.

وأكد المدير العام لوزارة الصحة، اليوم السبت، أنه لن يكون هناك تغيير في قرار وزارة الصحة بشأن شهادة التطعيم، على ضوء قرار FDA، بحيث تلغى اعتبارًا من الأول من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل شهادات التطعيم لمن لم يتلق الجرعة الثالثة من اللقاح، ومضى نصف عام على تلقيه الجرعة الثانية.

وقال أش، في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” (وانيت) إنه “سنعمل وفقًا للسياسات والقرارات التي اتخذناها، وسيتم العمل بموجب المخطط الجديد للشارة الخضراء وشهادة التطعيم الذي يدخل حيّز التنفيذ في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر وفقًا للخطة الأصلية”.

وشدد بروفيسور أش على أن “هناك فرقًا كبيرًا بين الوضع في إسرائيل والوضع في الولايات المتحدة”، وقال “من المهم التأكيد على أننا لا نقلل من أهمية توصيات FDA، لكن الحالة الوبائية في إسرائيل مختلفة عنها في الولايات المتحدة، والقرارات المتخذة هنا تتوافق مع الوضع الوبائي هنا وخاصة بالنظر إلى حقيقة أننا نرى بشكل لا يدع مجالا للشك انخفاض في المناعة والحماية حتى بين أوساط الشباب الذين تم تطعيمهم منذ أكثر من نصف عام بالجرعة الأولى والثانية”.

وعن قرار FDA، قال “لم نتفاجأ على الإطلاق. يجب التذكير أن قرار السماح بجرعة معززة لمن هم في سن 65 فما فوق هو أكثر تساهلاً من القرار الأصلي الذي اتخذناه في ذلك الوقت، لأنه يشمل أيضًا المجموعات المعرضة للخطر”.

وأكد أش أن المعطيات تظهر “انخفاضًا واضحًا في مستوى الحماية حتى بين أوساط الشباب الذين تم تطعيمهم بالجرعتين الأولى والثانية. في إسرائيل، بدأنا التطعيم مبكرا، لذلك نشهد أيضًا تراجع مستوى الحماية أبكر مقارنة مع الدول الأخرى، لذلك سيتعين علينا أن نوضح لهؤلاء الشباب المترددين أن القرار الذي اتخذناه صحيح بالنسبة للوضع في إسرائيل”.

وتثير توصية خبراء FDA المخاوف في إسرائيل من أنه سيكون من الصعب إقناع المزيد من الشبان للحصول على الجرعة الثالثة، على الرغم من أن الخبراء لم يشككوا في فعالية اللقاح على الإطلاق ولكن بحاجة الأميركيين في هذه المرحلة للجرعة الثالثة.

وأيّد خبراء في مجال الصحة الجمعة إعطاء جرعة ثالثة من لقاح “فايزر” للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما أو للمعرضين لأخطار صحية ولكن ليس لجميع الأميركيين، وهو ما يُعتبر نكسة للرئيس جو بايدن، الذي كان يسعى إلى إطلاق حملة جرعات معززة.

وبعد يوم من المناقشات، اتخذت اللجنة الاستشارية لوكالة الأدوية الأميركية المكونة من باحثين وعلماء أوبئة ومتخصصين في الأمراض المعدية، قرارين. فقد أجمع هؤلاء الخبراء على الحاجة لجرعة ثالثة من اللقاح لمن هم في سن 65 فما فوق، وكذلك للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بشكل حاد من المرض، بعد ستة أشهر على الجرعة الثانية. وهم يعتقدون أنه ينبغي أن يتم شمل مقدمي الرعاية ضمن فئة الأشخاص المعرضين لـ”مخاطر صحية عالية”.

لكن مجموعة الخبراء أعربت أيضًا عن مخاوفها بشأن الآثار الجانبية المحتملة التي قد تنتج عن جرعة ثالثة من اللقاح إذا تم إعطاؤها لجميع السكان، وخاصة للأصغر سنًا. وبالتالي فهي تعارض بحكم الأمر الواقع حملة الجرعات المعززة التي تحدثت عنها إدارة بايدن.

وأشار العلماء بشكل خاص إلى مخاوفهم بشأن مخاطر التهاب عضلة القلب لدى المراهقين الذكور والبالغين، علما بأن توصيات هذه اللجنة ليست ملزمة، ولكن من النادر جدا أن لا تحترم السلطات هذه التوصيات.