| «عملها حلمي في مطب صناعي».. مهندس يزرع صحراء النوبارية بالمانجو

خلال أحداث فيلم «مطب صناعي» الشهير للفنان أحمد حلمي، قرر الذهاب لاستصلاح الصحراء وزراعة الكثير من أفدنة محصول البطاطس، بعد أن اضطرته الظروف إلى ذلك نتيجة تلف مئات الكيلوجرامات من محصول البطاطس الموجود لديه بالشركة، قرار شجاعًا فكر فيه «حلمي» كثيرًا قبل تنفذه، وعلى غرار «مطب صناعي»، ترك المهندس عبد القوي عبدالفتاح عمله في النمسا وقرر زراعة 5 أفدنة بصحراء النوبارية.

يمسك المحراث بساعديه، يروى أرضه الصحراوية، وينتظر حصد ما لذ وطاب من ثمار المانجو والبرتقال واليوسفي، هكذا يعيش «عبدالقوي» حياته، وأثناء الحديث لـ«»، يعود بذاكرته إلى الوراء، راويًا حكاية سفره إلى النمسا واستقراره بحي شبرا في القاهرة، حيث سافر عام 1986 وبدأ علمه هناك وبعد عامين جاءه جواب من وزارة الزراعة يوضح له بأن له الحق في استلام أرض بمنطقة البستان في النوبارية، ولم تكن لديه أى خبرة في مجال الزراعة من قبل، وعلى الرغم من ذلك ترك عمله بالنمسا وكان يبلغ حينها 28 عامًا، وقرر إحياء أرض بلده واستلم 5 أفدنة بصحراء النوبارية: «كانت منطقة صحراوية وبدأت بكل عزيمة وإصرار لاستصلاح الأرض لحد ما بقت النهاردة قطعة من الجنة».

يبلغ «عبدالقوي»، من العمر 60 عامًا ويملك حاليا 20 فدانًا، يحكي كيف كانت البداية: «كنا بنزرع سودانى ولب سوبر وبعدين بدأنا نحط شجر يوسفي وبرتقان صيفي ومانجو».

معاناة الفلاح في مصر اليوم

يرى الرجل الستيني أن المزارع في مصر يواجه عقبات كثيرة، مع أنه أساس عجلة الإنتاج ويحرك اقتصاد البلد، ولذا يطالب الدولة بدعمه وإزالة كافة العقبات التي تواجهه: «إحنا محتاجين نحمى الفلاح ونسنده بدل ما الناس بتسيب الزراعة وبتبور الأرض».

يشير إلى أنه كان يدفع سنويا 450 جنيهًا لفاتورة الكهرباء أما اليوم فهو يدفع 1500 جنيه شهريا لكل 5 أفدنة، كما أن مستلزمات الإنتاج كالأسمدة والمبيدات أسعارها مرتفعة.

تغير المناخ دمر محصول المانجو هذا العام

واجه محصول المانجو في مصر هذا العام مشكلة كبيرة، بسبب تغير المناخ، فالإنتاج هذا العام 2 طن فقط، أي ما يعادل 10% من الإنتاج السنوي للمانجو، في حين وصل إنتاج المانجو بالسنوات السابقة 20 طنًا: «درجة حرارة الجو المناسبة لتلقيح المانجو ماجتش السنة دي، أنا ما بستعملش هرمونات ولا أى حاجة ضارة في زرعى، كله طبيعى وبحط مبيدات بكميات معينة مسموح بيها عشان بس أحمى الزرعة».