| بعد وفاة زوجته.. «رمضان» رفيقاً لقطط وكلاب «السيدة»

فى وقت لا يزال فيه المجتمع يُغمض عينيه عن مبادئ الرحمة، ويتغافل عن مبادئ الرفق واللين والإنسانية، يجلس رجل ستينى على أحد أرصفة حى السيدة زينب بالقاهرة، ليقدم نموذجاً للرحمة والتعاطف مع حيوانات الشارع، التى باتت رفيق دربه منذ عدة سنوات.

رمضان كامل ذو الأربعة وستين عاماً، يقطن حى المقطم، ومنذ أربع سنوات، بعد وفاة زوجته «ناصرة»، اعتاد المجىء إلى السيدة زينب عصر كل يوم، ليرعى مجموعة من الكلاب والقطط ويتخذ منها أنيساً فى وحدته، خاصة أنه لم يُرزق بأبناء. «بآجى السيدة عشان أأكّل الأرواح دى، ربنا بيسعدنى وييسرها لى بسبب قعدتى وسطها»، بحسب ما قاله «رمضان» لـ«»، مستطرداً: «أنا كنت شغال نجار أرزقى، لكن من ساعة ما عملت حادثة وبقيت أمشى على عكاز مابقتش أقدر أشتغل». يحكى «عم رمضان» قليلاً عن وحدته وحياته البسيطة: «أنا ومراتى ماخلفناش، وماليش غير ربنا بعدها، بآخد الـ450 جنيه معاش الضمان، وبلمّ علب كانز فاضية، وكل فين وفين أجمع كيلو ولا اتنين وأبيعهم لتاجر خردة الكيلو بـ15 جنيه، وكله على الله». يتعامل «عم رمضان» مع تلك المخلوقات الضعيفة بحنان، ويتواصل معها وكأنه يفهم لغتها: «كل واحد فيها له قصة، القط ده اسمه بندق، ساب أهله وهرب وجالى، كل ما ياخدوه يهرب ويرجع لى، القطط بتتكلم وبتفهم».