قال الله تعالى في كتابه العزيز: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون”، وعليه يتضح أن فوائد البنوك حرام، ولكن هل يجوز إعطاء فوائد البنوك للفقراء ؟ تابعونا في السطور التالية لنوضح لكم إجابة هذا السؤال.
هل يجوز إعطاء فوائد البنوك للفقراء
- لا يجوز للمسلم وضع أمواله في البنوك الربوية، ويجوز هذا فقط إذا كان مضطرًا
لفعل هذا في حالات معينة، مثل عدم تواجد مصارف إسلامية في بلده ويخاف على أمواله من الضياع والهلكة، أو أن يكون له مستحقات أو مرتب لا يمكنه استلامه
إلا من خلال البنك؛ ففي هذه الحالة يجوز له فتح حساب في البنك الربوي، ولكن
يجب أن يكون هذا الحساب جاريًا أي بغير فوائد، وفي حال كان البنك لا يسمح إلا
بصرف فائدة على كل حساب، فعندها على صاحب المال أن يأخذ هذه الفوائد ولا
ينفقها على نفسه ولا على أولاده، بل ينفقها على الفقراء والمحتاجين، أو المصالح العامة، لا على سبيل الصدقة، ولكن على سبيل التخلص من المال الحرام. - وعليه فيجوز إعطاء فوائد البنوك للفقراء ولكن ليس على سبيل الصدقة ولكن على سبيل التخلص من المال الحرام، ولا تكون هذه الفوائد حرامًا على الفقراء بل تكون
حلالًا لهم، ويكون خبثها في حق مكتسبها، لأنه حصل عليها وأخذها بدون حق، ولكن في حالة الفقير والمسكين فيتم أخذها بوجه شرعي أباحه الله. -
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله:
- “قال بعض العلماء: ما كان محرما لكسبه، فإنما إثمه
على الكاسب لا على من أخذه بطريق مباح من الكاسب، بخلاف ما كان محرما لعينه، كالخمر والمغصوب ونحوهما، وهذا القول وجيه قوي، بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم اشترى من يهودي طعاما لأهله، وأكل من الشاة التي أهدتها له اليهودية بخيبر، وأجاب دعوة اليهودي، ومن المعلوم أن اليهود معظمهم يأخذون الربا ويأكلون السحت، وربما يقوي هذا القول قوله صلى الله عليه وسلم في اللحم الذي تصدق به على بريرة: هو لها صدقة ولنا منها هدية.” - وجاء في المجموع للنووي نقلا عن الغزالي: وإذا دفعه – المال الحرام- إلى الفقير
لا يكون حراماً على الفقير؛ بل يكون حلالاً طيباً. قال : وهذا الذي قاله الغزالي في
هذا الفرع ذكره آخرون من الأصحاب , وهو كما قالوه , نقله الغزالي أيضا عن معاوية
بن أبي سفيان وغيره من السلف, عن أحمد بن حنبل والحارث المحاسبي وغيرهما
من أهل الورع.
وبعدما تعرفنا على إجابة سؤال هل يجوز إعطاء فوائد البنوك للفقراء.. تابعونا في السطور التالية لنعرض لكم أيضًا أحاديث عن الربا.. يمكنكم كذلك معرفة: هل يجوز التصدق بمال الربا؟
أحاديث عن الربا
- عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺلَعَنَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ. رَوَاهُ الْخَمْسَةُ، وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ غَيْرَ أَنَّ لَفْظَ النَّسَائِيّ: آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ إذَا عَلِمُوا
ذَلِكَ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ ﷺ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. - وَعَنْ عبداللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ غِسِّيلِ الْمَلَائِكَةِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: دِرْهَمُ رِبًا
يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَشَدُّ مِنْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ زَنْيَةً. رَوَاهُ أَحْمَدُ. - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: لَا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ،
وَلَا تُشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلَا تَبِيعُوا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلَا تُشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلَا تَبِيعُوا مِنْهُمَا غَائِبًا بِنَاجِزٍ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَفِي لَفْظٍ: الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ،
وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ، مِثْلًا
بِمِثْلٍ يَدًا بِيَدٍ، فَمَنْ زَادَ أَوْ اسْتَزَادَ فَقَدْ أَرْبَى، الْآخِذُ وَالْمُعْطِي فِيهِ سَوَاءٌ. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ، وَفِي لَفْظٍ: لَا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ، وَلَا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إلَّا وَزْنًا بِوَزْنٍ مِثْلًا
بِمِثْلٍ يدا بيد سَوَاءً بِسَوَاءٍ. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ.
وإلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، وأوضحنا لكم إجابة سؤال هل يجوز إعطاء فوائد البنوك للفقراء؟ آملين أن نكون قد قدمنا لكم ما تبحثون عنه.. يمكنكم كذلك معرفة: هل يجوز إعطاء الفوائد الربوية للزوج أو الوالدين؟