ممثل وروائي وشاعر محب للفن، ترعرع في منزل يضج بالموسيقى والأشعار، ونشأ وسط أهل محبين للفن، لكنه لم يتمكن من تحقيق حلمه إلا بعد بلوغه الـ58 عامًا.
في إحدى غرف منزله بحدائق القبة بالقاهرة، أنشأ ستوديو صغيرا لممارسة موهبته في التمثيل وتجسيد لوحات الفن التشكيلي بالتشخيص.
يحكي الممثل والروائى محمد جاد، عن ملامح في حياته شكلت ولعه بالتمثيل والأدب والفن بشكل عام، منها أول فيلم شاهده بحياته وأثر به: «كان أول فيلم شاهدته منذ صغري هو فيلم المومياء لشادى عبدالسلام وتمنيت أن أشخص أحد شخصياته».
نشأ «جاد» فى بيت والده الفنان المؤلف والملحن محمود إسماعيل جاد، صاحب أشهر الملاحم الشعبية والصور الغنائية، كانت أيامه لا تمر إلا بوجود بروفات بالبيت أو كتابة مسلسل إذاعى: «البيت كانت تغطى جدرانه الموسيقى والأشعار فكيف لا ينجب متذوق وعاشق للفنون».
فرصة تمثيل لن تعوض
عشق «جاد» التمثيل منذ أن كان في المرحلة الإعدادية، وقام بالتمثيل والإخراج في الثانوي إلى أن التحق بفرقة النديم المسرحية التى كان يديرها فنيا الفنان الراحل حمدى أحمد: «وجاءت فرصة لن تعوض باختياري في دور بمسرحية حلم ليلة صيف لشكسبير مع المخرج الكبير حسين جمعة رحمة الله عليه، بجوار الفنان المتألق عبدالسلام محمد لكنها لم تكتمل لظروف خاصة».
يروى «جاد» عن سر تحويل غرفة في منزله إلى ستوديو صغير: «المشاهد القصيرة التي أشخصها لا تحتاج إلى ستوديو كامل التجهيز، لذا صنعت لمشاهدي ستوديو صغير بغرفة من غرف المنزل وجهزتها لصناعة مشاهد قصيرة جدًا، منها تشخيص قصص قصيرة وقصائد شعر ولوحات تشكيلية لكتاب وفنانين أنا أقدر إبداعهم، زوجتي وأبنائي من عشاق الفن بشتى أنواعه لذا لا يزعجهم تخصيصي لغرفة بالمنزل للتمثيل».
يقوم «جاد» بكل التفاصيل وحده دون أي مساعدة: «أكتب الحوار، ثم أجهز اللوكيشن بما يتناسب مع المشهد من ديكور واكسسوار وإضاءة وتصوير، ثم أرتدي ملابس الشخصيات وأؤديها وأصورها ثم المونتاج والإخراج، أيضًا يستطيع الإنسان أن يفعل أي شيء يعشقه وشعاري بالحياة لا شيء مستحيل ونستطيع أن نتعلم أي شيء إذا عشقناه».
«جاد» يوجه رسالة أمل للشباب
لم يقض «جاد» حياته يلوم والده على حرمانه من فرصة التمثيل على الرغم من قضائه شهورًا بل سنوات ليتمكن من التعامل مع حياته الجديدة بدون تمثيل وعوض حرمانه من التمثيل بتواجده في الحياة الثقافية من خلال الشعر والرواية كما أنه يرى أنه «لا مستحيل إلا على الكسول الذى لا يسعى لتحقيق شىء يبهجه، وهذا الأمر لا يرتبط بالعمر إطلاقًا».